متابعات-الراي السوداني- تقرير : عبد الوهاب أزرق
الجوع يفتك بالبشر والذرة وصلت أسعاره عنان السماء وأصبح من الرفاهية للمقتدرين من أصحاب المال والحظوة في الدنيا.
وجبة مشبعة من ذرة رفيعة أو فتريتة كادت أن تندثر من المطبخ بالدلنج الصامدة الصابرة المحتسبة التي عانت وما زالت تعاني من آثار الحصار الذي قلص المساحات المزروعة وأصبحت الجباريك والبلدات الحقلية المنزلية هي البديل للمساحات الكبيرة التي يعتمد عليها المواطن في الحياة المعيشية والاقتصادية التي لا تفي بالحوجة ، والمستقبل الغذائي يصبح على المحك لعدم وجود مساحات واسعة لجهة ضيق المساحة الأمنية .
وللوقوف على الموسم الزراعي بمحافظة الدلنج التقت (منصة الناطق الرسمي) بالمدير الزراعي الاستاذة حسنة حسين التي تحدثت عن الموقف الزراعي والمساحات المقترحة عطفا على المحاصيل الزراعية والتحديات التي واجهت الموسم الزراعي.
المساحات المقترحة
كشفت المدير الزراعي بمحافظة الدلنج أن المساحات المقترحة والمستهدفة كانت بمساحة “١٥٠” ألف فدان بزراعات حول مدينة الدلنج منها “١٠٠” ألف فدان بزراعة شبه الآلي و”٤٠” الف فدان القطاع التقليدي في الجباريك والبلدات الحقلية ، و”١٠” ألف فدان في القطاع البستاني.
مدخلات الإنتاج
وعن توفير مدخلات الإنتاج الزراعي أوضحت أن المقترح المقدم للوقود كان “١٥٠” ألف جالون لعمليات الزراعة والنظافة و “٣٠” ألف جالون للحصاد جملة المقترح يبلغ “١٨٠” ألف جالون ، مبينة عن عدم وصول الوقود الزراعي نسبة لقفل الطرق ، وما توفر من وقود عبر الجهود الفردية . وما يلي التقاوي قالت المقترح كان “١٧٣” طن ، “١١٠” للذرة بمختلف أنواعها ، والسمسم “١٠” طن ، الفول “٥٠” طن ، والخضروات “٣” طن ، كاشفة عن وصول بعض تقاوي الذرة من منظمة “فيت كير” ، و أوضحت أن معدل الأمطار هذا العام تجاوز “٥٠٠” ملم وبدأت بالهطول منذ مايو .
دعم منظمات
كشفت المدير الزراعي عن تقديم بعض المنظمات للدعم الزراعي منها منظمة “فيت كير” بمشروع الإستجابة للأمن الغذائي بتوزيع الفول والذرة والمعدات الزراعية لعدد “١٣٠٠” أسرة بالاحياء الطرفية بالدلنج بواقع الذرة “١٢” كيلو ، الفول “٢٢” كيلو ، البدرة “٥” جرام ، كما قدمت منظمة ام سردبة التي تستهدف عدد “٣” ألف أسرة وتم إعداد الكشوفات والتدريب للتيم العامل وكانت تريد توزيع الذرة والبامية والبطيخ وللظروف الأمنية والطريق لم تصل . و اضافت حسنة كما قدمت منظمة فيالق الرحمة تقاوي عبر شركة الزهرة تمثل في الذرة والسمسم و الفول ، مبينة عن عدم وصول نسب التوزيع والإعداد المستهدفة حتى الآن.
عدم مكافحة الآفات
كشفت المدير الزراعي عن وجود آفات زراعية متمثلة في البق الدقيقي ، والبياض الدقيقي ، والديدان ، والارضة ، ام صرفة ، الزرنيخة ، مبينة عن عدم وجود المكافحة وفشلت في الموسمين السابقين.
بدء الحصاد
وعن عمليات الحصاد قالت حسنة بدأت لبعض المحاصيل والخضروات مثل الذرة الشامية ، الخضروات من التبش والعجور والجرجير والطماطم وغيرها ، أما السمسم في مرحلة الإثمار وكذلك الذرة والفول أوشك على النضج.
تحديات ومشاكل
واجهت الموسم الزراعي عدة تحديات ومشاكل حصرتها المدير الزراعي في إنعدام الامن النفسي والسياسي والإجتماعي ، وعدم مكافحة الآفات الزراعية ، عدم توفر مدخلات الإنتاج وارتفاع الأسعار ، إنعدام السيولة ، خروج القرى المجاورة من الإنتاج ، إنعدام التمويل الزراعي وإغلاق البنك الزراعي ، ازدياد أعداد السكان بحركة النزوح إلي الدلنج أثر على الأمن الغذائي ، السرقات للمحاصيل من الحقول قبل النضج ،توقف صرف المرتبات للعاملين أثر على عدم مقدرتهم للزراعة.
المطلوبات والمعينات
حصرت المدير الزراعي للمطلوبات والمعينات في ضرورة مكافحة الآفات الزراعية ، التوعية الإرشادية للمزارعين ، صيانة الآليات ووسائل الحركة لضمان جودتها ، التدريب وبناء القدرات ، توفير المرتبات.
الإيجابيات
الوضع الراهن والظروف الإقتصادية والإجتماعية الضاغطة جعلت الجميع يتجه إلى الزراعة المنزلية وفي الجباريك والبلدات الحقلية لتوفير الإكتفاء الذاتي المنزلي.
المخزون الاستراتيجي
كشفت حسنة عن عدم وجود مخزون استراتيجي من الذرة بالدلنج ، وابانت في شهر مارس الماضي تم عمل مسحا كانت نتائجه أن الذرة المتوفر يكفي لمدة شهرين وإذا لم يتدارك الأمن تحدث فجوة غذائية وهذا ما حدث الآن.
وضع مأساوي يعيشه المواطن الآن في عدم استطاعته في توفير لقمة العيش وعدم الزراعة هذا العام بمساحات واسعة ينبئ بوضع أخطر في مقبل الأيام إذا لم تتدخل الحكومة الإتحادية والمنظمات في توفير المساعدات الإنسانية العاجلة.