متابعات – الراي السوداني – رغم الحرب المستمرة في السودان منذ 17 شهراً، شهدت صادرات الذهب ارتفاعاً ملحوظاً، بعد توجه رؤوس أموال وطنية نحو التعدين التقليدي، نتيجة لتوقف الاستثمارات وتراجع النشاط الاقتصادي والتجاري. دفع تدمير المصانع وتوقف سوق العقارات العديد من أصحاب الحرف للانتقال إلى مواقع إنتاج الذهب التي تتيح فرص عمل جديدة في ظل الأزمة الحالية.
وفقاً للمدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية، محمد طاهر عمر، فإن عدد مواقع التعدين التقليدي تقلص من 14 ولاية إلى 6 ولايات، وتراجعت أسواق بيع الذهب من 72 إلى 52 سوقاً بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023. كما توقفت الشركات الكبيرة التي كانت تعمل في مناطق الامتياز، والتي كانت غالباً شركات أجنبية.
منذ بداية العام وحتى أغسطس الماضي، بلغ إنتاج الذهب عبر التعدين التقليدي حوالي 29.2 طناً، بعائد قدره 1.86 مليار دولار، ويتوقع أن يصل الإنتاج إلى 60 طناً بحلول نهاية العام، مع عودة نشاط شركات الامتياز. مقارنة بالعام الماضي، كان الإنتاج ضعيفاً جداً حيث بلغ 6.4 أطنان فقط بسبب الحرب والأوضاع الأمنية.
ورغم هذه الزيادة، كشف عمر أن نحو 50% من إنتاج الذهب يُهرب إلى خارج البلاد عبر الحدود، لأن المنتجين يسعون لبيع الذهب بسعر البورصة العالمية، إضافة إلى حاجتهم للنقد الأجنبي. ويرى عمر أن عائدات صادر الذهب قد تصل إلى 7 مليارات دولار سنوياً، إذا تم السيطرة على عمليات التهريب.
وفي إطار تحسين إدارة قطاع الذهب، بدأت الحكومة السودانية خطوات لإنشاء بورصة للذهب، كما يجري العمل على تركيب مصفاتين للذهب في مدينة عطبرة شمال البلاد، مع خطة لاستجلاب مصفاة ثالثة سيتم تركيبها في بورتسودان شرق البلاد.
وفيما يتعلق بالآثار البيئية، نفى عمر وجود تلوث ناجم عن مخلفات التعدين، مشيراً إلى أنه لا توجد أدلة على اختلاط المواد الكيميائية الضارة بمياه الأمطار والسيول في شمال السودان.
اود معرفت اخبار السودان أو ما يجرى في السودان خلال ال24 ساعة يوميا