على وزن يقتلون القتيل: يطلقون المسيّرة ويتهمون طرف ثالثاً
اخبار السودان - الراي السوداني
على وزن يقتلون القتيل: يطلقون المسيّرة ويتهمون طرف ثالثاً
لا يختلف إثنان في شجاعة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان حتى (خصومه) الذين يكرهونه كراهية (التحريم) وقد كانوا ذات يوم هبت فيه رياحهم (سعداً) فاغتنموها شركاء في (قسمة السلطة) قبل أن يتبيّن الرجل حجم تآمر وعمالة (وسفالة) هؤلاء واستهدافهم للقوات المسلحة حتى قبل نشوب حرب الكرامة..
وما حدث في جبيت صباح أمس أكد المؤكد وأثبت الثابت في أن القائد العام (كمّل الرجالة جت) ويحمل روحه في راحتيه ولا يتورع أن يلقي بها في مهاوي (الردى) لدرجة أنه رفض المغادرة (موقع الحدث) في مخالفة صريحة (لبروتوكول الحراسة) الذي يقول أن (أبجديات) حماية الشخصية (الإخلاء الفوري من مكمن الخطر).. بقاء القائد العام في ذات المكان وقد استشهد أحد أفراد الحراسة أمام ناظريه (نظرية جديدة) لم تكتب في علم حماية الشخصيات لأن المنطق يقول بأن من أطلق مسيرتين يمكنه إطلاق الثالثة والرابعة..
لقد ظل البرهان في مكان الحدث ولمدة ساعتين كاملتين وأكمل كل مراسم التخريج قبل أن يزور الجرحي بالمستشفى العسكري ويتجول في مدينة جبيت . وهذا النوع من (الشجاعة) مضرٌ أيما ضرر لأن رمزية القيادة وسلامتها من الأهمية بمكان وغيابها بفعل كهذا الفعل (الجبان) انتصارٌ للمليشيا المتمردة وانكسار للروح المعنوية للمقاتلين..
لكن هذه الشجاعة وتلك الكلمات القويات التي صدح كانت في ذات الوقت رسالة (قوية) للذين يشككّون في نوايا الرجل واستراتيجيته في التعامل مع تمرد المليشيا وقد أطلق عليه بعضهم من الأوصاف الكثير (تجنيّاً) لدرجة وضعه في مرتبة واحدة مع قائد المليشيا ووضع (كدمول) على رأسه
على الصعيد الآخر سادتي كان معسكر المليشيا وأبواقها الإعلامية وحليفتها السياسية تقدّم ينتظرون خبر مقتل البرهان لينشروا (الفرح والابتسام) ويتبادلوا (التهاني) والفيديوهات بتحقيق أول أهداف التمرد التي قال بها منتصف أبريل من العام الماضي.. وفي نفس الوقت كانوا جاهزين (كالعادة) برواية أخرى في حال فشل المحاولة حيث تم توزيع (العلف) من كمبالا إلى جوبا ولندن والخرطوم وأديس أبابا وبرلين وسيدني والقاهرة وغيرها من المدن التي يتواجد فيها (الدجاج الالكتروني) للمليشيا الإرهابية..
كان الاتهام للجهة المفضّلة لمعسكر الجنجاقحط (جاهز ومقصطر) ليكون ساخناً مهيأ للتناول وبنفس الطعم فمن غير (الحركة الإسلامية وكتائب المجاهدين وكتيبة البراء وانقسامات الإسلاميين) وراء ذلك الحدث؟؟.. لقد أردوا التخلص من البرهان لأنه يريد الذهاب إلى جنيف أو لإرسال رسالة قوية أنه يجب عليه عدم الذهاب مطلقاً والاستمرار في الحرب (بل بس)..
وفي ذات الوقت والآن والأوان يقولون بأن الجيش هو جيش الفلول والكيزان وهم من يسيطرون على قيادته ويأتمر البرهان بأمرهم.. فإن كان البرهان يأتمر بأمرهم ويستمع (وينفّذ التعليمات) أيها البائسون من علي كرتي فلماذا عملية الاغتيال أصلاً ؟؟ لكن هذا ينبيك عن (الضحالة) الفكرية والتناقض الذي فات على (غبائهم) الفطري والسياسي وعلى جهلهم وحقدهم الأسود على مؤسسة القوات المسلحة..
ما يحمد للفريق أول البرهان أنه على الدوام يؤكد أن من يقفون خلف المليشيا ويساندوها ويتبنون أفكارها ليسوا بمأمن من (المحاسبة) وهذه رسالة لمعسكر تقدّم ومن لف لفهم من بقايا قحط سيئة الذكر وأذيالها وأذنابها.. هؤلاء الذين لا يستحون وقد غسلوا وجوههم (بالبول) أن يقفوا موقف العمالة والارتزاق والخزي ضد الجيش الوطني (بغض النظر عن رأيهم فيه) ويوالون من يقتل ويسفك دماء الأبرياء ويبررون له البقاء في مساكن المدنيين ويشرعنون له السرقة والنهب والاغتصاب..
أنهم أسوأ من السوء وعلى وزن المثل الدارج يقتلون القتيل ويمشون في جنازته إنهم يطلقون المسيرات ويتهمون (طرفاً ثالثاً).. أنهم يستحقون أن تقطع أطرافهم من خلاف فهم وعناصر المليشيا المتمردة سواء.
اللواء الركن (م) أسامة محمد أحمد عبد السلام