الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
وهج الفكرة – مزاهر رمضان
زيادة مرتبات المعلمين فتحت أمامنا آفاقا من (العشم) بعد أن صار المستحيل ممكنا وأشرعت نوافذ الأمل لنطمع – نحن قبيلة المعلمين – في مزيد من القرارات الحكيمة التي تصب في مصلحة المواطن في شتى مجالات حياته ولا سيما التعليم.
فقد ظل التعليم الحكومي في بلادي يتردى من درك سيئ إلى أسوأ عكس طبيعة الأشياء في التمرحل إلى الأفضل ، ظل غارقا في العشوائية والتخبط ، وظل يعاني النقص في كل أركانه ( نقص في عدد المعلمين ونقص الكتاب المدرسي وغيرهما ) وشاعت أمية من نوع آخر يحمل صاحبها حقيبته المدرسية كل صباح بيد أنه كمثل الحمار يحمل أسفارا فرأينا زيادة في عدد المدارس توازيها زيادة في الجهل لم يسبق لها مثيل.
لم يكن التعليم في العهود السابقة أولوية في الصرف والاهتمام مع أن التعليم هو أساس التنمية والتطور وهو الذي تعول عليه الشعوب في نهضتها وبناء حضاراتها لما يفرزه من كفاءات مقدرة تقوم بمسئولياتها كما ينبغي مرتكزة على المؤسسية والعلمية.
ظللنا نحمل هم التعليم في بلادنا ونحن نراه كجسد احتوشته الأمراض وأحاطت به العلل حتى تداعى فلم يؤت ثماره المرجوة..ظلت مؤسساتنا التعليمية مزدحمة بالطلاب ولكنهم غثاء كغثاء السيل وكإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة فقد تشعبت اهتمامات الطلاب ولم يعد تركيزهم في طلب العلم كما كان في السابق وتراجعت روح المنافسة وتضاءلت الهمم ساعد على ذلك تردي البيئة المدرسية بكل مكوناتها مما جعل المدرسة أمرا غير جاذب يأتيها الطلاب صباحا كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون ويغادرونها في آخر اليوم الدراسي وفرحتهم كفرحة الصائم عند فطره ليرمي واحدهم حقيبته المدرسية عند باب بيته ثم ينطلق بحماس الى الملاعب أو التلفاز او الهاتف أو الشلة ليعب من متعة الحياة التي لا يحسها داخل أسوار مدرسته الكئيبة.
وكان المعلم نفسه يقدم رجلا ويؤخر أخرى وهو يمضي متثاقلا (وبلا نفس) إلى الفصل ذلك أن لا شئ يدفعه بحماس أو يشجعه على العمل فقد كانت المرتبات زهيدة حد العجز بينما تتكاثر المتطلبات كل يوم فربما مضى المعلم نحو الحصة وهو منشغل التفكير ماذا يأكل اليوم هو وأبناؤه!! ثم تزاحمه هذه الأفكار وغيرها حتى وهو يشرح الدرس لطلابه شرحا أشبه ما يكون بصلاة بلا خشوع…حتى أيقنا تماما أن التدريس مهنة من لا مهنة له وأنه الأحق بمسمى مهنة المتاعب.
الآن وفي ظل التغييرات الإيجابية التي أطلت برأسها اسمحوا لنا أن نطمع أكثر من أجل هذا الوطن الجميل وأن نطالب بالزيادة في كل ما يخص العملية التربوية لتتوفر للطالب كل المعينات على التفوق حتى تفرخ المؤسسات التعليمية نوابغ في كل المجالات…نريد مزيدا من الاهتمام بالبنى التحتية للمدارس سيما وأن مدارس كثيرة تأثرت سلبا بالأمطار الغزيرة أو ضعف الإمكانيات لإعمارها أو لأنها قديمة متهالكة لا تطالها يد إعادة التأهيل مما أدى لانهيار كامل أو جزئي لكثير من المدارس.
نطمع أن يتوفر للطالب في مدرسته الكتاب المدرسي بل وحتى دفاتره وأدواته كما كان الأمر في حقبة ما قبل التسعينات من القرن الماضي..وأن تتوفر الوسائل المعينة على تأهيل الطالب أكاديميا وفنيا وثقافيا فتعود المعامل والمكتبات المدرسية والملاعب الرياضية والجمعيات الأدبية وكافة الأنشطة الثقافية ليقود ذلك في مجموعه إلى تخربج طالب متكامل الشخصية.
نطمع أن يكون الطالب محور اهتمام الأسرة والمعلم والوزارة والدولة كي نؤهله لقيادة أمته في المستقبل القريب.
نطمع أن ينتفض التعليم وينهض من كبوته ليعود لسابق مجده أساسا للحضارات وعنوانا لرقي الشعوب وكيانا قادرا على تغيير المجتمعات للأفضل.
نطمع في قرار شجاع يعيد لمدارسنا ذلك الألق الذي انطفأ تحت وطأة الإهمال المتعمد الذي مورس عليها سابقا.
وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة ولو تعلقت همة المرء بالثريا لنالها فقط نحن بحاجة لقرارات شجاعة ولتكاتف الجهود حكومة وشعبا من أجل تعليم معافى.
أخيرا نطمع أن يستقر التعليم ويستمر دون معوقات في وطن يسود الأمن ربوعه ( الأمن يعني السلام) لتظل روح أحمد الخير ماثلة في شخص كل معلم نزيه حادب على وطنه.
هي مطامع مشروعة فهل تجد آذانا صاغية؟
نقطة أخيرة
إن أردت الدنيا فعليك بالعلم وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم.
The post السودان: مزاهر رمضان تكتب: المعلمون.. أطماع مشروعة appeared first on الانتباهة أون لاين.