السودان اليوم:
مع كل الإحترام أيها الإمام فنحن شباب هذه الثورة بنقول ليك (أمسك عقدك الإجتماعي ده عليك) وكلم معاك الناس العاوز تستقوي بيهم لضرب الثورة ديل قول ليهم إنو الثورة دي وراها شباب يأكلوا النار في سبيل (الوطن ده) وإنو حارسين ثورتهم تمام وبالمرة كلم معاك جماعة النظام البائد الفاسد العاوز تجيبهم لينا ديل إنو بيننا وما بينهم ما (صنع الحداد) وبيناتنا (دم) وإننا وعزة الله وجلاله لولا (سلميتنا) كانوا عرفوا حاجة !
شهور أيها الإمام نحنا في الشارع ، المظاهرات دي سايقنها من زقاق الى زقاق وكل جداول تجمع المهنيين نحنا قدام فيها نحسب الدقائق في إنتظار الساعة ثورة ونص لسماع زغرودة الكنداكة التي تعلن بدء النضال .
نحنا أيها الإمام (المتطلع دون نضال) شباب كفرنا بكل الاحزاب السياسية في السودان والثورة دي ثورة شباب ،انتم تتحدثون عن تاريخكم (المزيف) ونضالكم (المزعوم) ولم تكونوا إلا باحثين عن السلطة ومهادنين لأنظمة القمع ومعادين لكل تطلعات الشعب في الحرية والإنعتاق (وما عاوزين نجيب التاريخ) !
حتى اتى يوم الحق ، انطلقت شرارة الثورة من عطبرة وقبلها الدمازين، الهبت حماس الشباب حتى ظهر تجمع المهنيين كالبدر في دجى الظلام قائدا للشارع ، كلنا ارتضيناه قائدا لنا …هم شباب مثلنا يعرفون واقعنا وتطلعاتنا سرنا معهم ووثقنا فيهم ، عندما دقت ساعة الخلاص خرجنا في كل المواكب واعتصامات الاحياء والجامعات حتى تم تتويج تعب الاربعة شهور بإعتصامنا الباسل امام القيادة العامة (وما أدراك ما القيادة) !
واجهنا الموت وفقدنا اخوانا في الشارع والمواكب اكثر من مئة شهيد وكلمات شهيدنا عبدالعظيم الذي مات برصاص الغدر في (شارع الأربعين) تتدفعنا للمواجهة حتي اليوم (تعبنا ياصديقي لكن لايمكننا الاستلقاء أثناء المعركة) ، إنه هو وصحبه الذين ضحوا بأرواحهم رخيصة فداء لهذا الشعب هم وقود لثورتنا ووقود لنا.
اصمت ايها الامام واترك ثورتنا وابعد عن خياراتنا ، نحن لن ننسى أنك في يوم عودتك الى السودان والثورة في الشرارة الاولى قد تحدثت لنا عن ثقب الاوزون ، ثم بعدها تحدثت عن دخان المرقة ووجع الولادة وكل تلك الهرطقات الإنصرافية حينما عجز لسانك عن مساندتنا خوفاً من السلطان وسجل لك التأريخ ذلك الموقف المخز ، نحن لن ننسي ولن نغفر.
لم تخرج في مظاهرة واحدة معنا لم تشتم رائحة الغاز المسيل للدموع لم ترتعب من أصوات القنابل الصوتية.
لم يتوجه الرصاص الى جسدك.
لم تعتقل وتعذب على ظهر بكاسي الملثمين.
لم يدهسك تاتشر.
لم تخطط في ليلة ما لحرق لستك لانارة طريق الثورة.
لم يصاب لك إبن فأبناءك (أحدهما مستشار للقاتل والآخر ضابطاً في امنه)
الموكب الوحيد الذي صوره الاعلام كنت تسير على اقدامك وسط المتظاهرين وعندما تكلم الاعلام عن خروج الامام في المظاهرات أنكرت ذلك وقلت انك كنت ذاهباً الى منزل عزاء يا صاحب العقد الإجتماعي !
ابتعدت عنا وخذلتنا كأننا نفعل شي مشين وكنت تظن ان النظام لن يسقط والان تريد ان تسرق ثورتنا والله لن نسمح لك وسنواجهك اكثر من مواجهتنا للنظام الذي أقتلعناه .
انت لاتعرفنا ولاتعرف كيف نفكر ، للأسف أنت أيها الإمام لست كبيرنا ، الكبير عندنا هو (الشبلي) هل تعرفه صاحب :
بمبان نرجعو ليه … اي والله
درقة نكسرها ليه … اي والله..
هذا هو الكبير الذي نعرف ، وتجمع المهنيين القائد الذي نسير خلفه ونعترف به ، والنقيب حامد الجامد والملازم اول محمد صديق وكل شرفاء القوات المسلحة هم جيشنا الذي نحتمي به.
هل تعرف كيف مات البطل محجوب تحت التعذيب؟
هل تعرف كيف قتل الشهيد معاوية في منزله وهو يحمي اخواتنا وترك خلفه ايتام صغار؟
هل تعرف كيف قتل الشهيد المهندس الفاتح النمير في ميدان الدرايسة؟
هل تعرف كيف قتل الشهيد دكتور بابكر؟
هل تعرف كيف قتل الشهداء في ساحة الاعتصام؟ وهم يحمون هذا الاعتصام والمتاريس بأجسادهم؟
هل تعرف كيف قتل باقي الشهداء؟
هل تعرف ان كثير من الثوار فقدو ايديهم واعينهم في هذه الثورة؟
يا سعادة الإمام :
أمسك عقدك الإجتماعي عليك .. نحن لانعرف سوى تجمع المهنيين يمثلنا ، وإذا تراجع في يوماً ماعن مطالبنا فثق تماما أننا لن نرحمه فنحن صناع هذه الثورة العظيمة … فلتصمت أيها الإمام ولتبتعد عن طريقنا ولتتوقف محاولاتك الحثيثة لإجهاض ثورتنا المجيدة .. والسلام
نسخة إلى كل من :
السيد الإمام
لجان المقاومة في كل أنحاء السودان
تجمع المهنيين
كسرة :
الرسالة وصلت يا ابنائي .. بيني وبينكم (جدكم الإمام) عملا ظااااهرة !!
كسرات ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنوووووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنوووووو؟
• أخبار ملف هيثرو شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان).
• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ).
The post من الثوار إلى الإمام.. بقلم الفاتح جبرا appeared first on السودان اليوم.