خاص السودان اليوم:
نتذكر جيدا ان السيد رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك فى أول زيارة له الى امريكا بعد تولى مهامه رسميا ، تحدث يومها عن مفاوضات شاقة قادها مع الادارة الأمريكية قبل وصوله الى امريكا وانها افضت الى التخفيف فى المبلغ المحكوم به على السودان فى قضايا تعويضات ضحايا المدمرة اس اس كول والسفارتين فى كينيا وتنزانيا ، ويومها رد حمدوك على منتقديه بإنه قبل ان يدفع السودان مبلغا من المال يتم به اغلاق الباب أمام أى مطالبات جديدة فى القضية ، ويومها حدد مبلغ اقل بكثير من المتداول فى الاعلام
والذى قيل ان السودان ملزم بسداده ليتم النظر فى ازالة اسمه من القائمة الأمريكية للدول الراعية للارهاب ، وجاء حمدوك للبلد من زيارته امريكا ومرت فترة واذا بخبر عن سداد الحكومة لمبلغ التعويضات وقيل يومها انها الخطوة الأخيرة فى الملف وكانت توقعات المسؤولين ان يتم رفع العقوبات الأمريكية عن السودان ويزال اسمنا من قائمة الدول الراعية للارهاب ولكن ذلك لم يحدث بل حرمنا من مساعدات تقدمها منظمة الصحة العالمية لمكافحة وباء كورونا بحجة ادراجنا فى القائمة الأمريكية للدول الراعية للارهاب ولم يستطع حمدوك (ولا برهان المعول على لقاء العار بنتنياهو ) ان يرقق عليه قلوب الأمريكان ، كل هذا لم يجد نفعا ولم تجد واشنطون بعد كل مابذلته الخرطوم غير ازالتها من قائمة الدول الغير متعاونة فى مكافحة الارهاب وهو ما حاولت الحكومة التهليل له والفرح به وكأنها حققت انتصارا ، لكن ما احرج الحكومة وبالذات رئيسها دكتور حمدوك ما تم الاعلان عنه مؤخرا من إعادة
المحكمة العليا الأميركية بإجماع غالبية قضاتها، الاثنين، الحكم على السودان بدفع ما يصل إلى 4.3 مليارات دولار كتعويضات عقابية لضحايا الهجمات الإرهابية التي استهدفت سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا في صيف عام 1998. وقتل في الهجمات التي نفذها عناصر في القاعدة، المئات فيما أصيب الآلاف بجروح. واعتبارا من عام 2001، بدأ العديد من الضحايا وعائلاتهم مقاضاة السودان أمام المحاكم الفدرالية الأميركية، يتهمونه في دعاواهم بمساعدة التنظيم الإرهابي في تنفيذ التفجيرات. وبعد محاكمة لم يشارك فيها السودان، وجد القاضي الفدرالي في العاصمة واشنطن جون دي بيتس في عام 2011، أن السودان قدم مساعدة حاسمة للقاعدة وزعيمها أسامة بن لادن. وكتب بيتس أن “السودان قام بإيواء وتقديم ملاذ للإرهابيين وشبكة الإمداد التشغيلية واللوجيستية الخاصة بهم”. وتابع أن “بن لادن حصل على دعم وحماية المخابرات والجيش السودانيين من أجهزة الاستخبارات الأجنبية والمقاتلين المنافسين له. السودان زود بن لابن بمئات من جوازات السفر السودانية وسمحت المخابرات السودانية للقاعدة بالسفر عبر الحدود السودانية الكينية من دون أي قيود”. القاضي بيتس، قضى بمنح المدعين حوالي 10.3 مليارات كتعويضات عن الأضرار التي لحقت بالضحايا، بما فيها حوالي 4.3 مليار دولار كتعويضات عقابية الهدف منها معاقبة وردع التجاوزات.
ان هذا التطور يوضح خطأ التعويل على امريكا وانتظار خير منها فهى لاتفى بوعد وستظل تضغط علينا غير آبهة بما يمكن ان يترتب على ذلك من تضييق على التحول الديموقراطى والحكم المدنى المنشود ، وسيكون اشد الناس حرجا فى هذا الموضوع الدكتور حمدوك الذى يؤمل فى امريكا وتخذله فى كل حين.
The post حمدوك الاكثر حرجا من التصرفات الأمريكية appeared first on السودان اليوم.