خاص السودان اليوم:
دأبت الحركات والاحزاب السياسية فى السودان على الانشقاق والتشظى الى كيانات صغيرة وهذا الامر ضار ببناء الوطن وبالعملية السياسية ككل.
وعندنا تجارب كثيرة مع الانشقاقات وتكوين الاحزاب الصغيرة اذ كل ما اختلف البعض انشقوا وشكلوا لهم كيانا جديدا ، وتظهر خطورة ذلك فى صراع كل هؤلاء على الكيكة على صغرها ، ويتضح لنا جليا حجم الطمع فى الاستئثار ببعض المنافع على قلتها ، ويكون ذلك على حساب البلد وعملية السلام فيه احيانا ، وكل من تابع مسيرة الحركات المسلحة وتشظياتاها يلحظ بوضوح حجم المطامع ودورها فى تشكل هذه الجماعات والاثر السالب الذى تركته على الحياة السياسية والوضع الامنى فى البلد.
وفى هذا الصدد نقرأ عن تطورات المشهد التى حدثت فى منبر جوبا للسلام الذى يشهد المفاوضات الحالية بين الحكومة والحركات المسلحة واقتراب التوصل الى اتفاق سلام كما اكد الطرفان والوساطة ومع دخول التفاوض مراحله الأخيرة ، والنقاش حول ترتيبات عملية السلام نقرأ عن تطور جديد داخل تحالف الجبهة الثورية يتمثل فى اعلان حركة تحرير السودان بقيادة مني مناوي انسلاخها من الجبهة ومشاركتها كفصيل مستقل في المحادثات، بينما اعتبرت الجبهة ذلك انسحابا وليس انشقاقا.
وأكد نورالدائم طه مقرر الوفد وأمين أمانة الإعلام بالحركة أن الجبهة الثورية أبلغت الوساطة في دولة جنوب السودان أنها انقسمت الى تيارين؛ احدهما بقيادة مناوي والآخر يتزعمه الهادي إدريس وطالبت بوضع هذه التطورات بعين الاعتبار خلال مفاوضات السلام الجارية حاليا.
وقال نور الدائم “من الصعب الاستمرار تحت قيادة موحدة إلا في حالة القبول بمبدأ القيادة الافقية وفقا للورقة التي قدمتها الحركة مؤخرا خلال اجتماعات الجبهة الثورية”.
كما أوضح أنه خاطب جلسة المفاوضات الرسمية أمس باعتباره ممثلا للجبهة الثورية جناح مني مناوي.
وقال إن هذه الخطوة هي الحل الوحيد للحد من حركة الاستقطاب الاقليمي ومحاولات المحاور الاسلامية للتأثير على عملية السلام في البلاد.
وأكد طه أن فصيل الأمين داؤود وفصيل اخر لم يرغب الكشف عنه في الوقت الراهن أعلنوا تأييدهم للخطوة يقفون معهم في خندق واحد.
وقال إن الوساطة بذلت مساعيها لتقريب وجهات النظر بين اطراف الجبهة الثورية مشددا على “انها ليست جزءاً من صراعات الجبهة الثورية وهي تفصل بين هذه الصراعات وعملية السلام التي تنهض بها”.
ومن جانبه أعرب رئيس الجبهة الثورية الهادي ادريس في تصريح لـ”سودان تربيون” عن اسفه للخطوة التي قامت بها حركة تحرير السودان – مناوي واعرب عن امله في الا يعيق ذلك تحقيق السلام والتحول الديمقراطي في السودان.
واضاف “ان انسلاخ حركة مناوي عن التحالف لا يعني حدوث انشاق وإنما في واقع انسحاب من الجبهة الثورية التي تظل متماسكة بهياكلها التنظيمية المختلفة”.
كما اعلن عن انعقاد اجتماع للمجلس القيادي للجبهة الثورية لدراسة هذه التطورات والخروج بما يكفل وحدة الجبهة والمضي قدما في تحقيق السلام.
انها احدى صور الوضع السياسى السودانى والتشظيات التى يمر بها.
The post تشظي الحركات المسلحة وضرره على السلام appeared first on السودان اليوم.