قال قيادي بارز في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” إن نجاح التفاوض بين طرفي الحرب بالسودان، الجيش وقوات الدعم السريع، يتطلب مشاركة حقيقية للقوى المدنية وأكد امكانية التوصل لصيغة مشتركة مع الكتلة الديمقراطية لصياغة مستقبل البلاد.
وقال عضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية الواثق البرير في مقابلة مع “سودان تربيون”إن تنسيقية تقدم لم تدخر جهداً في الاتصال بطرفي الحرب ومستمرة في التواصل بهدف تجسير الهوة بينهما لإنجاح منبر التفاوض لتحقيق أهداف إيقاف الحرب.
وأفاد بأن تقدم تسعى لاستكمال لقاءاتها مع قيادة القوات المسلحة للاتفاق على أسس ومبادئ حل الصراع والتوصل لوقف إطلاق النار لمعالجة الأوضاع الإنسانية تمهيداً لإنهاء الحرب عبر معالجة جذورها في عملية سياسية شاملة تحقق الاستمرار وتستعيد مسار الانتقال المدني الديمقراطي واستكمال مشروع الإصلاح المؤسسي وإعادة الأعمار لما دمرته الحرب.
وفي يناير الماضي التقت تنسيقية تقدم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي بأديس أبابا وسلمته خارطة طريق لإنهاء الحرب، على أمل أن تلتقي قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
واضاف الواثق البرير أن تقدم طرحت رؤية واضحة لإيقاف الحرب تسعى لإنفاذها مع الاطراف المتصارعة لوقف القتال ومعالجة الأوضاع الإنسانية كأولوية والتواصل مع كافة القوى الديمقراطية لإنهاء معاناة السودانيين.
واكد البرير وهو يشغل أيضا منصب الأمين العام في حزب الأمة القومي أن مهمة لجنة الاتصال في تنسيقية تقدم استكمال التواصل مع كافة القوى الداعمة لوقف الحرب على رأسها قوى الثورة.
وتابع “من المهم التوصل لتفاهمات مع قائد حركة تحرير السودان عبد الواحد نور ورئيس الحركة الشعبية – شمال عبد العزيز الحلو. نحن في حزب الأمة القومي التقينا بعبد الواحد وهو لديه مواقف مشرفة من الحرب وحديثه إيجابي جدا اتجاه العمل المشترك وكذلك عبد العزيز الحلو وتتواصل لقاءاتنا بهم للوصول لصيغة مشتركة حول كافة القضايا. بيننا مشتركات عديدة وسنصل لتفاهمات مشتركة”.
وعزا البرير تأخير المؤتمر التأسيسي لتقدم إلى حرص التنسيقية على استكمال عملية التواصل مع القوى الديمقراطية لتحقيق أوسع مشاركة ممكنة.
وزاد “من لم ينضم لتقدم سنصل معه لصيغة اتفاق حول الأجندة الوطنية والعملية السياسية وصياغة المستقبل الوطني بما في ذلك قوى الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية وبقية القوى السياسية ما عدا حزب المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية”.
ولفت الواثق البرير إلى استمرار الجهود لتوسيع تقدم، قائلا “في تقديري كل القوى الديمقراطية متفقة في الأهداف فقط التباين حول الآليات وهذا يمكن التوصل فيه لصيغة توافقية”.
وأضاف أن تقدم تضم قوى عديدة كانت لديها مواقف من قوى الحرية والتغيير وهي حاليا ضمن تنسيقية تقدم وتسأل أن نسبة المشاركة لفئة القوى السياسية كلها بما فيها الحرية والتغيير في هذه الهياكل المؤقتة 30% فكيف تتهم بالاحتكار؟
وأشار إلى أن تقدم تتواصل الآن مع كل القوى السياسية وتسعى لتوسيع المشاركة مع كافة فئات المجتمع السوداني عبر المؤتمر التأسيسي الذي تتحق فيه التوسعة المطلوبة.
ورأى البرير أن تقدم ما زالت في مرحلة التأسيس ولم تعقد حتى الآن مؤتمرها التأسيسي لتكون هياكلها مفوضة للانتقال للعمل في الداخل وتكوين هياكلها بالولايات.
وتوقع أن تعقد تقدم مؤتمرها التأسيسي خلال الفترة المقبلة، حيث بدأت الورش التحضيرية لهذا المؤتمر.
وأنهت تنسيقية تقدم قبل أيام بالعاصمة الكينية نيروبي ورشة حول الترتيبات الدستورية للمرحلة الانتقالية لتطوير رؤية الائتلاف الذي يضم قوى سياسية ومدنية حول وقف الحرب وتأسيس الحكم المدني الديمقراطي.
وبشأن الموقف من الإسلاميين أوضح البرير أن تأثير الإسلاميين وعناصر حزب المؤتمر الوطني المحلول على الحرب لا يحتاج إلى دليل لأنهم أعلنوا ذلك بأنفسهم أمام الرأي العام، كما أن استمرار الحرب بالنسبة لهم هدف استراتيجي لتحقيق عودتهم للسلطة من دون الاكتراث لأي دمار حل بالبلاد ولا بالانتهاكات التي حلت بالمواطنين جراء ما وصفه بالحرب التمكينية.
وأبدى أسفه لانعكاس تدخل الإسلاميين على ضعف إرادة وقف الحرب داخل المؤسسة العسكرية، وهو أمر قال إنه واضح من خلال التراجع المستمر عن الاتفاقيات التي يتم التوصل إليها بجهود الوسطاء وآخرها اتفاق المنامة – حسب تعبيره -.
لكن البرير عاد وقال إن الواقع يؤكد أنه لا خيار سوى الحل السلمي لهذا الصراع، كما أن الوقت قد نفد ولا مجال للمناورة مع مخاطر انزلاق البلاد نحو الانهيار الشامل والحرب الأهلية، ما يتطلب التعامل مع هذا الوضع بالمسؤولية الوطنية للوصول لسلام عبر الحل السلمي التفاوضي وإنهاء الحرب عبر عملية سياسية شاملة.
وشدد أن الأمر يتطلب أن تشهد الجولات المقبلة مشاركة حقيقية للقوى المدنية لتجسير الهوة بين طرفي الحرب وتسهيل الوصول لاتفاق بمشاركة الجميع.
وبرر الواثق البرير وجود قيادات تنسيقية تقدم في الخارج بالعمل لإيقاف الحرب ودعم مبادرات السلام والتواصل مع الفاعلين في الخارج، في حين يستمر عمل تقدم في الداخل رغم انقطاع الاتصالات بالسودان.
وأشار إلى صعوبة العمل بالداخل في الوقت الراهن لانعدام الاتصال وعدم القدرة على التحرك بسبب الحرب.
وتحدث عن تراجع النشاط السياسي داخل البلاد بسبب ظروف الحرب كما أن القضية الوطنية دولت وأصبح المجتمع الدولي يلعب دورا أكبر من السابق فيها حتى أن طرفي الحرب يمارسان نشاطهما في الخارج وتواصلهما مع الخارج أكثر من القوى المدنية نفسها.
مردفا “لذلك كان على القوى المدنية أن تتحرك بفاعلية من أجل جعل قضية الحرب أولوية والصوت المدني حاضرا فيها”.
وانتقد البرير اتهامات بعض الجهات لتقدم بالعمالة والتشكيك في مصادر تمويلها، موضحا أن ذلك يعكس سطحية أصحاب هذه الاتهامات لأنهم مرتبطون بالخارج أكثر من تقدم.
وأكد أن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” تعمل من منطلقات وطنية من أجل تحقيق المصلحة الوطنية بعيدا عن الأجندة الذاتية لداعمي الانقلاب والحرب.
وأفاد أن مهمة رفع معاناة الشعب السوداني هي في سلم أولويات تقدم التي تبذل كل ما في وسعها لإنهاء هذه المعاناة وتمكين السودانيين من العودة لبلادهم معززين مكرمين – وفقا لقوله – “نمد أيادينا للجميع من أجل تحقيق هذا الهدف في ظل شفافية كاملة ومعلنة”.
كما كشف الواثق البرير عن اعتقال أكثر من 130 من قيادات وكوادر حزب الأمة القومي على يد طرفي الحرب خلال الفترة الماضية بينهم قيادات بالولايات وكوادر فاعلة وأئمة مساجد.