تجددت الاشتباكات في العاصمة الخرطوم اليوم الإثنين، حيث شهد محيط القيادة العامة للجيش السوداني لليوم العاشر على التوالي قصفًا مدفعيًا متبادلًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، بحسب ما أفاد مراسل “العربي”.
ودوت أصوات المدافع شرقي الخرطوم وجنوبها بقصف من قبل قوات الدعم السريع باتجاه القيادة العامة للجيش التي تشهد عمليات عسكرية مستمرة.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها.
وأشار مراسل “العربي” إلى تصاعد أعمدة الدخان من المكان مع سماع أصوات إطلاق نار متقطع من محيطها وسط الخرطوم.
وأفاد شهود عيان باندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين بمنطقة شرق النيل في وقت مبكر صباح اليوم، كما واصل الجيش قصفه المدفعي العنيف تجاه مواقع الدعم السريع من قاعدة سيدنا العسكرية في أم درمان القديمة.
ومنذ 15 أبريل/ نيسان، دخل السودان في دوامة من المعارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
ومنذ اندلاع المعارك التي تركزت في العاصمة السودانية وإقليم دارفور في غرب البلاد، قُتل نحو 7500 شخص بينهم 435 طفلًا على الأقل حسب بيانات رسمية، في حصيلة يرجّح أن تكون أقل بكثير من عدد الضحايا الفعلي للنزاع، حسب وكالة “فرانس برس”.
كما اضطر نحو خمسة ملايين إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو اللجوء إلى دول الجوار، خصوصًا مصر وتشاد، إضافة إلى خروج 80% من مرافق القطاع الصحي في البلاد من الخدمة.
ومنذ أواخر الشهر الماضي يكثف البرهان جولاته الخارجية وسط مساع لإنهاء الحرب في البلاد.
والخميس، حذر البرهان في الأمم المتحدة من تمدّد نطاق الحرب الدائرة في السودان بين جيشه وقوات الدعم السريع إلى خارج حدود بلاده، حاضًا المجتمع الدولي على الضغط على خصومه.
وشدد البرهان في خطاب ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة على أن خطر الحرب “أصبح يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي”.
واتهم البرهان قوات الدعم السريع بالسعي لتلقي دعم “مجموعات إرهابية”، قائلًا: إن الأمر أشبه بـ”شرارة لانتقال الحرب إلى دول أخرى في المنطقة حول السودان”.
وأشار إلى أن “التدخلات الإقليمية والدولية لمساندة هذه المجموعات أصبحت ظاهرة وواضحة، مما يعني أن هذه أول شرارة ستحرق الإقليم والمنطقة وستؤثر مباشرة على الأمن والسلم الدوليين”.