عندما تتحدث القيادة العسكرية والسياسية فى( فلمنجو ) عن القتال حتى آخر جندي لدحر التمرد، ثم تقول إنها ستعمل على وقف الحرب فى (العلمين)، فذاك لايعني اختلافا في الحديث ولا تضاربا فى القول،
والدليل أن دحر التمرد مستمر حتي لحظة كتابة هذا النص، ولن يتوقف الا بسحقه.
معروف أن مخاطبة الجنود تختلف عن الحديث للعالم؛ ففي الأولى القائد العام يحدث جنده، وفى الثانية رأس الدولة في منبر مختلف، فما للميدان للميدان وما للساسية للسياسة.
ورأس الدولة هو رأس الأمر كله.
ففي الأولى قال لجنوده- ضمنا- : ما تسمعونه – لاحقا- تفسيره أن النهاية بأيديكم لا بيد سواكم.
وفي الثانية قال: سنعمل على وقف الحرب محيلا الجميع إلى مرجعية ( فلمنجو).
لقد تحدث السيدالرئيس في لقاء القمة المصرية السودانية الذي خلق جوا من الانفراج، فرد على كثير من الجهات التي حاولت أن تختزل المسألة في عبارة (صراع جنرالين) فمارس أدواره السياسية الدستورية، دون التفات لنعيق أو نهيق أو طنين.
إن مصر قالت كلمتها وأعلنت أن تركيزها على الأمن القومي السوداني، ولابد من حل المشكلة بعيدا من التدخلات الدولية في الشأن السوداني، ثم أكدت أهمية المحافظة على المؤسسات السودانية.
وهل من الممكن الحديث عن مؤسسات دونما ذكر القوات المسلحة؟
المؤسسات المدنية وغيرها لن يكون لها وجود دونما قوات مسلحة واحدة مهنية رادعة قومية.
نعم مصر تعي تماما هذه النقطة ولايمكن أن تضع القوات المسلحة مع المليشيا كتفا بكتف. َألا تذكرون مؤتمر جدة للتنمية الذي انعقد في يوليو ٢٠٢٢ عندما قال السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي صراحة: إنه لا مكان للمليشيات..
يقصد في العالم العربي.
سيقاتل الجيش والشعب معا المليشيا؛ فالأقليم والداخل لن يحتملا وجود المليشيا.
لقد جنت المليشيا على نفسها، وكتبت شهادة وفاتها إلى الأبد.