غير مصنف --

إحكام (التتريس).. هل يعيد أبريل السقوط؟

تقرير: سفيان نورين
بالتزامن مع زيارات قام بها رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان لعدد من الدول العربية والافريقية للتباحث مع قادتها حول سبل حل الازمة السودانية، احكمت تنسيقيات لجان المقاومة قبضتها على العاصمة بـتتريس كامل واغلاق شوارع رئيسة واحياء، شل الحركة بقلب الخرطوم، كتصعيد جديد ضد السلطة العسكرية والمطالبة بالحكم المدني، الا ان هناك جهات داخلية اعتبرت عمليات الاغلاق وراءها مخطط خطير تقوده بعض السفارات لخنق الحكومة ووضعها في خانة الازمات المتصاعدة لإسقاطها، رغم ان الدعوات اطلقتها لجان المقاومة.
تصعيد جديد
وتأتي عمليات الاغلاق التي استمرت على مدى يومين ممتاليين بالتوازي مع جدول المليونات والتظاهرات التي اعلنت عنه تنسقيات المقاومة في وقت سابق.
كما تتزامن المتاريس مع المشاورات التي تقودها البعثة الاممية لدعم الانتقال في السودان والاتحاد الافريقي مع المكونات السودانية لحل الازمة السياسية.
وكانت تنسيقيات لجان المقاومة قد اصدرت جدول تصعيد جديد يتضمن إغلاق الطرق بالمتاريس يومي الثلاثاء والأربعاء، في الفترة بين الخامسة صباحاً وحتى السادسة مساءً، واطلقت اللجان على التحرك اسم (خلاص ضاقت)، مطالبة منسوبيها بإغلاق الطرقات والانسحاب خشية وقوع خسائر جراء القمع الأمني.
دعم خارجي
وبالمقابل كشفت جهات داخلية عن تقديم عدد من السفارات الاجنبية والمنظمات الدولية دعماً مالياً لقيادات المعارضة وواجهات الأحزاب لخنق الحكومة ووضعها في خانة الأزمات المتصاعدة بغية اسقاطها.
واعتبرت ان الذين يقفون خلف خطة التصعيد الحالية لن يتوقفوا عن الحرق وتدمير الطرق وتتريسها، وان الهدف من ذلك تغيير كامل المشهد واسقاط البرهان ورفاقه والاحتفال بالتغيير الجديد يوم السادس من أبريل القادم.
حملات تخوين
• وتابعت قائلة: (هذه السفارات والمنظمات عادت لتقديم الدعم والمال مجدداً، لكنها تواجه هذه المرة أزمة انقسام حادة في صفوف شركاء الأمس خصوم اليوم الذين بدأوا التناحر وتبادل الاتهامات وحملات التخوين، وظهر ذلك جلياً في عدة عواصم أجنبية، وبات واضحاً وظاهراً في الشتم واللعن على صفحات السوشيال ميديا).
• ومضت قائلة: (هذه ليست توقعات، إنها معالم الوثبة والمحاولة الأخيرة التي تعمل قوى اليسار على تنفيذها، وحال فشلها لن تسكت، لأن هدفها هو دفع السودان كله إلى حافة الانهيار).
سبب رئيس
الا ان مراقبين يرون ان انسداد الافق السياسي وتدهور الاوضاع الاقتصادية والانفلات الامني مما كان عليه ابان الفترة الانتقالية الماضية، وراء عمليات الاغلاق التي تشهدها العاصمة وعدد من الولايات، وانها سبب رئيس للتصعيد الثوري لاسقاط الحكم العسكري والمجيء بحكومة مدنية لإدارة البلاد واصلاح الاوضاع الراهنة استجابة لمطالبات القوى الثورية.
بروفة أبريل
المحلل السياسي د. صلاح الدومة عدّ في حديثه لـ (الانتباهة) عمليات الاغلاق والتتريس بروفة لاسقاط النظام الحالي في ذكرى الرابع من ابريل المقبل.
ولفت الى ان ما يجرى الآن وجه من اشكال اعاقة الحركة وتعطيل دولاب الدولة تنفيذاً للعصيان المدني بشكل او بآخر، لكنه عاد وقال ان جزءاً من التتريس تقوم به الفلول والدولة العميقة وليس كافة الثوار.
وبحسب الدومة فإن كافة المؤشرات تؤكد اسقاط نظام الحكم العسكري الحالي من خلال التضييق عبر المتاريس.
انتهاء الحكم
ولفت الى ان هناك تشابهاً في الاهداف التي ادت الى اسقاط نظام الانقاذ ستؤدي الى اسقاط العسكر متمثلة في (تسقط بس) و (لا مساومة، لا تفاوض، لا شراكة)، الى جانب التمسك بالعودة ما قبل (25) اكتوبر المنصرم. وطالب الدومة العسكريين بتسليم السلطة للمدنيين لجهة انتهاء مدة حكمهم في هرم السلطة.
وبدأ استخدام المتاريس التي يضعها الثوار لعرقلة هجوم قوات الأمن ومنعهم من الوصول إلى نقاط تجمعهم، مع انطلاق الثورة التي اندلعت في ديسمبر 2018م ضد نظام الرئيس المعزول عمر البشير.
خنق السلطة
الا ان الخبير الدبلوماسي والمحلل السياسي السفير الرشيد ابو شامة، استبعد تدخل سفارات ومنظمات اقليمية ودولية في ما يجري من حراك الآن، واعتبر ان الامر مجرد اتهامات دون دليل اثبات.
ونوه ابو شامة في حديثه لـ (الانتباهة)، بأن القصد من عمليات الاغلاق والتتريس وقف دولاب عمل الدولة وتوقف مؤسساتها لاضعاف السلطة الحاكمة بغية اسقاطها.
وأشار الى ان هناك اجحافاً واضراراً بحق المواطنين جراء التتريس والاغلاق الشامل، لكنه عاد وقال ان الهدف تعطيل وخنق السلطة الحاكمة، وأضاف قائلاً: (هذا العمل ليس في مصلحة الحكومة).

انتظار فولكر
واتفق ابو شامة مع ما ذهب اليه الدومة بامكانية ان يتسبب الاغلاق والتتريس في اسقاط الحكومة، لخطورة الاغلاق عكس الطرق السلمية الاخرى التي يتبعها الثوار.
واكد ان الشارع لن يقبل التفاوض مع المكون العسكري حال رضوخه للضغط الآن، لافتاً الى ان ذلك متاح لقوى الحرية والتغيير التي تريد العودة الى السلطة.
وتابع قائلاً: (الشارع المتمثل في لجان المقاومة لديه قوة ودعم جماهيري عريض، وبالتالي هم الوحيدون الذين يقودن الحراك الثوري لاسقاط الحكم العسكري).
لكن ابو شامة عاد وطالب بانتظار ما تسفر عنه مشاورات رئيس البعثة الاممية لدعم الانتقال في السودان فولكر بيرتس بشأن حل الازمة السياسية في البلاد.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى