صديق البادي
عاجل الى السادة البرهان وحميدتي وحمدوك
تحية طيبة وبعد.. الموسم الزراعي الشتوي بمشروع الجزيرة وامتداد المناقل في خطر ويقف على حافة جرفِ هارِ آيل للسقوط في هاوية سحيقة ليس لها قرار اذا لم يتم تلافيه وتداركه على جناح السرعة بلا ابطاء وتأخير .. وقد بذل المزارعون جهوداً مقدرة بهمة عالية وعملوا بمسئولية وجد واجتهاد واخلاص . وساهموا بالدفع السخي والتبرع بأموال طائلة للنفرة التى أقيمت دعماً لنهضة المشروع وبعد ذلك تبرع كل مزارع بمبلغ خمسة آلاف جنيه ( خمسة مليون بالقديم) ولم يتخلف مزارع واحد عن التبرع لدعم المشروع والسعي للنهوض به . وكان المتوقع والمأمول أن يكون الاهتمام بنظافة الترع والقنوات وابو عشرينات من الحشائش وكل معوقات ري الحواشات من بين اهم الأولويات ولكن المؤسف أن هذا لم يتحقق وحدث تقصير كبير، وتشكو الآن اقسام زراعية ومكاتب تفاتيش عديدة من العطش أو من قلة انسياب المياه .
والمعروف ان إدارة المشروع ظلت في السنوات الماضية تمول زراعة القمح عن طريق البنك الزراعي الذي يمول عينياً المزارعين الراغبين في ذلك ويتم ذلك وفق عقودات بين الطرفين موثقة ويأخذ البنك حقوقه وارباحه كاملة عينياً فور حصاد المحصول وبهذا يستفيد الطرفان . وبنفس الطريقة بدأ ألبنك الزراعي في تمويل المزارعين عينياً في هذا الموسم الشتوي وقدم لهم تقاوي القمح وسماد الداب ولكن في المرحلة الاخطر والأهم التى يتوقف عليها نجاح المحصول ومضاعفة الانتاجية بتقديم سماد اليوريا حيث درج المزارعون على اخذه واستعماله وتوزيعه داخل الحواشات في جرعتين والجرعة الاولى تكون بعد التروية الاولى والجرعة الثانية تكون بعد التروية الثالثة ، واعتذر البنك الزراعي وامتنع عن تقديم سماد اليوريا وطلب من المزارعين ان يشتروا منه نقداً ويدفعوا الثمن المطلوب منه وارقامه فلكية عجز جل المزارعين عن دفعها ومضى زمن الجرعة الاولى والجرعة الثانية تبقى من ميقاتها زمن قليل ( والزراعة مواقيت ) ويؤكد الخبراء ان زمن الجرعة الثانية لو مضى فلن يفيد تشتيت سماد اليوريا بعد مضي زمن طويل .والبنك الزراعي معذور لان وزارة المالية الأتحادية امتنعت عن تمويله لجلب الكميات الكافية من سماد اليوريا .. ويطل سؤال عن السبب الذي جعل وزارة المالية لاتهتم بتمويل هذه السلعة الحيوية الهامة ولماذا وضعتها هذه المرة في اسفل اهتماماتها وإعتبرتها من سقط المتاع ؟! وتقع المسئولية على إدارة المشروع وكان عليها ان تنبه المزارعين منذ وقت باكر وتخطرهم بأن البنك الزراعي لن يقدم لهم سماد اليوريا إلا إذا دفعوا قيمته نقداً قبل أخذهم له واذا ألم المزارعون بهذه المعلومة منذ وقت باكر فأن الخيارات والبدائل امامهم عديدة ويمكن أن يزرعوا (كبكبيه أو كسبرة أو لوبيا أو … الخ.) أو يسعوا للوصول بطرق خاصة لمشاركات وتمويل لشراء سماد اليوريا . وكما يقول المثل الأنجليزي ( لا تغير الخيول في منتصف النهر ) وإدارة المشروع غيرت الخيول في منتصف النهر ولم تملك المعلومات والحقائق والارقام للمزارعين قبل أن يبدأوا في زراعة القمح .. وسماد اليوريا الذي يبيعه البنك الزراعي نقداً للمزارعين المستطيعين مكتوب على جوالاته إسم شركة خاصة ومن حق الشركة اذا كان لها علاقة بسماد اليوريا أن تطلب السداد نقداً وتحدد السعر واذا كان لها علاقة بهذا الموضوع يمكن الوصول معها لحل وسط يضمن لها اخذ حقوقها كاملة غير منقوصة فور حصاد القمح وهي شركة تجارية ربحية وليست جمعية خيرية ويمكن ان تكون ادارة المشروع هي الضامنة بواسطة البنك الزراعي وبغير ذلك فأن مآل زراعة القمح في هذا الموسم هو الفشل وتتدني الإنتاج وإذا اتخذت قرارات عاجلة بتوجيهات عليا يمكن انقاذ زراعة محصول القمح في هذا الموسم الشتوي الزراعي.