صديق القوني
لكي نميّز بينهم يجب أن نأخذ عاملين بعين الأعتبار
العامل الأول: كيف استطاع أن ينقلك من نقطة إلى أخرى، هل بالحب والكلمة وقوة الإقناع أم بالعصا والسيف و شئت أم آبيت ورجلك فوق راسك؟
العامل الثاني: هل النقطة التي نقلك اليها أفضل من النقطة التي نقلك منها
عندما نأخذ هذين العاملين بعين الاعتبار يسهل علينا وضع كل القادة في العالم ضمن حقلين لا ثالث لها, وعندما نتعمق في دراسة الخصائص التي تميز شخصيات القادة في كل حقل على حدة، سنراها متشابهة جدا، بل تكاد تكون واحدة.
لو درست تاريخ كل القادة في العالم لما وجدت قائدا واحدا استطاع أن يصل بأتباعه إلى برّ الأمان عندما يستخدم العنف وينقلهم بحد السيف.ولو درست تاريخ القادة الناجحين لوجدت كل منهم امتلك القدرة على الإقناع، الإقناع بالحب والكلمة الطيبة.
لا تستطيع أن تقنع أتباعك بالسير معك من نقطة إلى أفضل منها إلا إذا تبعوك عن قناعة ورضى وطواعية!؟؟
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻓﻼﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺎﺋﺪﺍ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻟﻜﻠﻤﺔ “ ﻗﺎﺋﺪ”
ﻭﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺣﻜﻤﻚ ﻋﻠﻴﻪ،
: ﻣﺎﻫﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﻏﻴّﺮﻭﺍ
ﺑﻠﺪﺍﻧﻬﻢ ﻧﺤﻮ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻏﻴﺮﻭﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻧﺤﻮ ﺍﻷﻓﻀﻞ؟
ﻟﻘﺪ ﻗﺮﺃﺕ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ، ﻟﺪﺭﺟﺔ
ﺻﺮﺕ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻃﻔﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﺸﻒ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ
ﻳﺤﻤﻞ ﻧﻮﺍﺓ “ ﻗﺎﺋﺪ .… ﻭﻃﺒﻌﺎ، ﻭﺟﻮﺩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻮﺍﺓ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻴﻀﻤﻦ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺨﺮﺝ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻗﺎﺋﺪﺍ، ﻓﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ، ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺻﻔﺔ ﻣﻮﺭﻭﺛﺔ ﻫﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺻﻔﺔ
ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ، ﻭﺗﻠﻌﺐ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻷﻫﻢ ﻓﻲ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻮﺍﺓ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ !!
ﻧﻌﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻨﺎﺟﺢ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓ ﻣﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ,
ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻭﺣﺴﺐ، ﺑﻞ ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ، ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ
ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﺪﺓ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ . ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻨﺒﺄ ﺑﻬﺎ ﺑﺪﻗﺔ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻨﺒﺄ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺑﺼﺮﺍ ﺣﺎﺩﺍ ﻭﺑﺼﻴﺮﺓ
ﺛﺎﻗﺒﺔ ﻭﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ! ﻗﺪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﺎﺋﺪ ـ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﺟﺤﺎ ـ ﺍﻥ ﻳﺘﺤﻜﻢ
ﺑﺠﻬﺔ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺣﺪﺗﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺣﺘﻤﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻮﻟﻒ ﺃﺷﺮﻋﺘﻪ ﻟﻴﺨﻔﻒ
ﻣﻦ ﺧﺴﺎﺋﺮﻫﺎ ﻭﻟﻴﻀﻤﻦ ﻭﺻﻮﻝ ﺑﻠﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻷﻣﺎﻥ .‘‘
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ، ﻭﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻧﻌﻴﺸﻪ ﻫﻮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﻘﻪ
، ﻟﻮ ﺍﺿﻄﺮﻳﺖ ﺃﻥ ﺃﺧﺘﺼﺮ ﻛﻞ
ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﻧﺤﻦ ﻋﻠﻴﻪ، ﻟﻘﻠﺖ ﻭﺑﻼ ﺗﺮﺩﺩ : “ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ الحكيمة
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻋﺼﺎﺑﺎﺕ ﻣﺄﺟﻮﺭﺓ ﻭﺧﺎﺋﻨﺔ،
ﻓﻤﺼﻴﺮﻫﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻃﺎﻝ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﻘﻂ ﻓﻲ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻗﻤﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ … ﻭﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺃﻧﻬﺎ
ﺗﺄﺧﺬ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻣﻌﻬﺎ !