الخرطوم الرأي السوداني
فجعت الأوساط في غرب كردفان بمقتل 14 شخص في الصراعات القبلية التي وقعت في الولاية بين مكونين قبليين تربطهما صلة الرحم وتجمعهما أرض الولاية والنسب وفوق كل ذلك الدين والوطن.
وغرب كردفان لم تكن الوحيدة ولن تكون الأخيرة فيما يحدث من صراع قبلي فقد تذوقت غرب دارفور مرارة تلك الصراعات وشربت ولاية البحر الأحمر من ذات الكأس وغرقت جنوب كردفان بالدماء نتيجة لهذا الصراع القبلي.
ما يحدث من صراع قبلي واقتتال بين مكونات المجتمع في الولايات ينبع لأسباب أقل ما توصف بأنها بلا أسباب أو أن وجدت فإنها لا ترتقي بأن يكون ردة الفعل إراقة الدماء التي حرمها الله إلا بالحق. حيث لم يتق المتصارعون الله فيما بينهم.
تلك الصراعات التي أصبحت مهددا للاستقرار المجتمعي في مختلف المناطق تحتاج الي الجلوس والتفكير بعمق في المسببات وإيجاد المعالجات الفورية والحاسمة لأنها مهددة لاتفاق جوبا لسلام السودان واحد عوامل تفكيك النسيج الاجتماعي الذي ظل يشتهر به السودان وتلك المجتمعات نفسها.
تابعنا كثير من المبادرات الداعية للسلام الاجتماعي وقد كانت تلك المبادرات بداية حقيقية لإنهاء الصراع القبلي والاحتراب بين المكونات المختلفة ولكن هذه المبادرات رغم كثرتها وتعدد أهدافها ومحاورها الا انها ظلت حبيسة الإدراج ولم تمشي بين الناس في التصالح والتعايش ورتق النسيج الاجتماعي. تلك المبادرات تحتاج الي عزيمة وتحتاج لأن تكون أكثر فاعلية في نشر ثقافة السلام الاجتماعي وإزالة حالة الغبن في قلوب المجتمعات والوصول الي العفو الداخلي حتي يترسخ في الأفعال الحقيقية.
-نواصل-