الراى السودانى
كتب الأستاذ الصادق سمل، والد الشهيد سمل، في صفحته على الفيسبوك:
نحن باعتبارنا أسر شهداء وبما لدينا من (رمزية) عند أولاد وبنات هذه البلاد، لا بد إن ندرك جيداً، أن هذه الرمزية إن لم يتم توجيهها جيداً نحو هدف محدد سيكون في مقدورها أن تكون في نفس درجة خطورة آلة الدولة العنيفة، إن لم تكن اكثر منها فتكاً.
ليس من الحكمة أبداً تحويل تجمع أسر الشهداء إلى جسم سياسي مطلبي، بل كل الحكمة في أن يكون الهدف المحدد لهذا الجسم هو العمل على قيادة كل الناس نحو تأسيس رؤية شاملة للعدالة، ترتكز على أساس الإصلاح العدلي والقانوني وهيكلة المؤسسات الأمنية، وهذا بالضبط هو ما تحتاجه هذه البلاد وأهلها.
***
من يبحث عن العدالة لأهل هذه البلاد كافة يجب ألاً يغفل عن:
* أن تكون هناك رؤية شاملة للعدالة تخاطب الماضي والحاضر والمستقبل.
* تقوم على الإنصاف لكل ضحايا بلادنا.
*والإنصاف يستلزم (تحديد) من الذي يقتل الناس.
الدولة السودانية هي من تقتل.
هي التي تحتكر العنف.
هي التي لا تحترم الحياة ولا تراها حقاً.
الدولة وكل مسؤول فيها في الماضي والحاضر مسؤول عن القتل مع اختلاف درجة المسؤولية هذه.
لا أرى أن هذا الجيل سيتوقف عن مطالبة بشكل مغاير للحكم؛ بديلاً لما اعتدنا عليه من تاريخ إخضاع الانسان للنظام السياسي بالقهر كأحد أهم سمات العقل السلطوي.
يرون في موتهم حياة، تلك الحياة التي يجب أن نحترمها نحن ونصنعها لهم من أوجاعنا ومن تاريخنا السيئ والماكر.
جميعنا مسؤولون من موتهم.
لا استثني احداً.
حتى أنا.