برغم أجواء السلام التي تسود البلاد وتموين جيش موحد قومي يضم القوات المسلحة والحركات المسلحة والدعم السريع ،إلا أن الحديث عن القوات المسلحة والتحريض الذي تجده للانقلاب العسكري لم يتوقف، فقد خرج الصادق المهدي ببيان له صرح من خلاله أن هناك فئات تعمل على تحريض القوات المسلحة علناً للتربص بالفترة الانتقالية وعن احتمالية حدوث انقلاب عسكري.
حذر رئيس حزب الأمة القومي في السودان “الصادق المهدي” ، من احتمال وقوع انقلاب عسكري وسط سيناريوهات أخرى، في حال استمرار إخفاق قوى الحرية والتغيير في صنع حالة وفاق بالبلاد، والأداء المتواضع لحكومة “عبدالله حمدوك.”
واعتبر “المهدي”، خلال لقائه مع وفد من هيئة محامي دارفور بمنزله في الخرطوم، أن السودان يواجه ثلاثة خيارات، هي الفوضى أو الانقلاب العسكري أو القفز إلى انتخابات مبكرة وقالت الهيئة، في بيان شرح تفاصيل المقابلة: “في اللقاء تحدث الإمام الصادق حول الوضع الراهن، وأن البلاد أمام ثلاثة خيارات هي الفوضى، أو الانقلاب العسكري، أو القفز إلى انتخابات مبكرة، في ظل تباين وتباعد مواقف قوى الحرية والتغيير، وإخفاقات حكومة (عبد الله) حمدوك.
وشدد على أن “الوضع الانتقالي الحالي بالسودان في خطر، وتوجد فئات تمارس التحريض للقوات المسلحة علنا للتربص بالفترة الانتقالية”، بحسب البيان.
تحريض بقايا الإسلاميين
القيادي بالحرية والتغيير عادل خلف الله أكد في حديثه لـ(السوداني) أن تاريخيا توجد قوى لا تؤمن بالديمقراطية ولا بالتطور السلمي للديمقراطية والوفاق الوطني، مشيراً إلى أن أبرز هذه القوى الحركة الإسلامية السودانية التي عملت على عدم استقرار الفترة الانتقالية بعد سقوط مايو المتحالفة معه باعاقة الانتقال السلمي من الديكتاتورية إلى الانتقال السلمي للسلطة التعددية.
وأوضح خلف الله أن الانتقال السلمي للسلطة يخلق دائما حالة من التحريض واختراق الشراكة باعاقة الجهود المبذولة لاتمام مهام الانتقال حتى تتمكن هذه القوى من الحفاظ على المصالح والامتيازات.
واشار خلف الله الى ان هذه القوى لم تتعلم من التاريخ وتعيد نفس سيناريو الفترة الانتقالية للنظام التعددي بمايو في العام 1985م، لافتا الى ان هذا اصبح مكشوفا من خلال افتعال الازمات الاقتصادية وزعزعة الامن والاستقرار بالعديد من الولايات والمضاربة بالنقد الاجنبي والسلع الاستهلاكية.
واضاف: تمارس هذه القوى عملاً تحريضياً للقوات المسلحة ضد النظام التعددي تحت عنوان تفويض القوات المسلحة وهي بقايا الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني وقوى دولية لها أجندتها وأهدافها المكشوفة، الأمر الذي يتطلب مزيدا من الانسجام بين مؤسسات الفترة الانتقالية ومزيدا من وحدة قوى الحرية والتغيير وقوى الثورة وتعجيل أدوات السلطة التنفيذية واستكمال هياكل الحكم والمجلس التشريعي وتحقيق السلام الشامل وإيجاد حلول عاجلة للازمة الاقتصادية.
مصالح مع القوى المدنية
المحلل السياسي د. الحاج حمد يذهب في حديثه لـ(السوداني) بالتاكيد على ان القوات المسلحة كيان يتبع للدولة كحال الخدمة المدنية به مائة الف منسوب وشريك في الحكومة الانتقالية بحسب ماجاء في الوثيقة الدستورية ، مشيرا الى عدم إمكانية تحريضها.
وقطع حمد بان هنالك مصالح تربط قيادات بالقوات المسلحة مع قوى مدنية، منوها الى ان كثيرا من الجهات لديها مصالح في القوات المسلحة وتحاول استقطابها.
واشار حمد الى ان هناك اطرافا داخل القوات المسلحة لا تعترف بالتغيير وثورة ديسمبر وتريد ارجاع حكومة الإنقاذ.
نائب رئيس قيادة الاركان الاسبق الفريق عثمان بلية اوضح انه لايمكن تحريض القوات المسلحة لجهة انها قوات وطنية قومية لديها مهام وواجبات تتمثل في حماية الوطن والمواطن.واستنكر بلية من خلال حديثه لـ(السوداني) اتهام القوات المسلحة بالمحرضة.
تقلد الجيش للسلطة
أنشئت القوات المسلحة في عام 1925 وشاركت وحدات منها في الحرب العالمية الثانية، ولها عقيدة قتالية تقوم على أساس الدفاع عن الوطن والحفاظ على سيادته ووحدته الوطنية ونظام انضباط عسكري صارم وتقوم بمهام مدنية تتمثل في تقديم المساعدات أثناء الكوارث الطبيعية وحفظ الأمن في حالة الأوضاع الأمنية المضطربة.
تتكون البنية التحتية للقوات المسلحة من قوة عسكرية كبيرة تتمثل في مصانع للمدرعات والآليات الثقيلة ومصانع للأسلحة والذخائر وموارد بشرية تشمل أفراد مدربون في عدة مجالات ذات صلة بالنشاط العسكري والحربي.
لم يكن الجيش السوداني غائبا عن المسرح السياسي حيث استولى على السلطة في السودان أربع مرات بنجاح فيما عدا المحاولات الفاشلة. الاولى كانت بقيادة الفريق ابرهيم عبود في العام 1958م ، ثم اتت المرة الثانية بقيادة العقيد جعفر نميري في العام 1969م ، المرة الثالثة في العام 1985م عندما تم تكليف المشير عبد الرحمن سوار الذهب وزير الدفاع حينذاك برئاسة مجلس عسكري مؤقت لحكم السودان بعد الانتفاضة، المرة الرابعة كانت بانقلاب الاسلاميين بقيادة الرئيس المخلوع عمر البشير في العام 1989م عندما كان برتبة العميد ، الخامسة في 11 إبريل 2019م بقيادة الفريق أول أحمد عوض ابنعوف برئاسة مجلس عسكري مؤقت لحكم البلاد بعد ثورة 19 ديسمبر ليخلفه الفريق اول عبدالفتاح البرهان ويتقلد رئيس مجلس السيادة بالفترة الانتقالية.
هبة علي
صحيفة السوداني