ولا نزال ننقب في مخازي إتفاق جوبا الذي لا أجد له وصفاً أدق من عبارة (كريم ادا غشيم) ، ذلك أن تلك الحركات المسلحة التي منحت ، وبالمجان ، ما لا تستحق معشاره ، ما كانت تستحق كل ذلك العطاء الباذخ والخطير الذي سيفعل بالسودان وشعبه الأفاعيل ، لولا أن مفاوضينا لا يتحلون بأدنى المؤهلات لتلك المهمة الخطيرة.
نواصل فنقول إن إتفاق جوبا الذي أخشى من أن يفكك الجيش السوداني العريق (طوبة طوبة) ، بكل ما ينطوي على ذلك من أخطار كارثية تهدد السودان وحدة وهوية بل ووجوداً ، ينص على منح الحكم الذاتي لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ، ولست أدري والله من الذي فوض أولئك المفاوضين الذين لا يحظون بأية شرعية إنتخابية ، ليقرروا في تلك القضايا الخطيرة التي تضر بأمن البلاد القومي؟!
إذا كان رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك قد عزا عدم موافقة حكومته على التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني لعدم إختصاصها ، بأعتبار أن ذلك يتجاوز صلاحياتها فأن مفاوضينا نسوا تماماً أنهم حكومة تصريف أعمال (إنتقالية) لا يحق لهم أن يفعلوا ما يشاؤون ويتصرفوا كما لو كانوا قد سجلوا السودان وشعبه لدى مسجل الأراضي ملكية عين وبشهادة بحث نهائية لا تقبل الطعن أو الدحض أو الاستئناف!
ثم إن من عجائب ذلك الإتفاق المعيب تمديد الفترة الإنتقالية لتكون (39) شهراً تبدأ من تاريخ التوقيع ..إذن فقد زيدت لهم الفترة الإنتقالية ليحكموا.. وهل كان كل ذلك (النضال) والقتل والتشريد واللجوء والنزوح والدماء والدموع إلا من أجل تلك السلطة (الحلوة)؟! ..أقول زيدت الفترة الإنتقالية ومددت ، وربما زادها مفاوضو الحكومة من تلقاء أنفسهم ، وبمبادرة منهم ، لأنهم جميعاً في الهم شرق .. حكم مجاني جاءهم من حيث لم يحتسبوا يجرجر أذياله ، بلا إنتخابات وبلا وجع رأس ! وسبحانك ربي تؤتي الملك من تشاء وتنزعه ممن تشاء!
لا مشكلة البتة في الوثيقة الدستورية فما أيسر تعديلها وما أسهل تجاوزها ، وهل أحترمت الوثيقة الدستورية في أي يوم من الأيام وقد عطلت المحكمة الدستورية كما عطلت لجنة الاستئناف وحكمنا قرقوش بل حكمنا الشيطان الرجيم بقانون الغاب؟!
ولسسسسع ، فهناك (جكة) أخرى مع الحلو الذي قد تمدد الإنتقالية بسببه إلى عشر سنوات ، ثم عبدالواحد Mr NO الذي ربما يمددها لهم عشرين سنة! وبالرغم من ذلك هي فترة إنتقالية .. الإنتخابات ملحوقة لاحقين شنو .. أليست العجلة من الشيطان؟!
ثم قرر المفاوضون بدون أن يطرف لهم جفن أن تحتكم المنطقتان لدستور 1974م العلماني !
من أستشرتم أيها المستهينين بدين محمد صلى الله عليه وسلم ومن فوضكم بذلك ؟!
هل أستشرتم مواطني ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق الذين سيشكونكم لله رب العالمين في ذلك اليوم الذي تشخص فيه الأبصار ، وسنرفع نحن كجزء من مسلمي السودان معهم أكفنا بالدعاء على من يستهدف ديننا وشريعتنا؟
وأمعاناً في استمساكهم بالعلمانية الشركية ينص في ذلك الإتفاق المشؤوم على الاستبعاد التام للدين من أجل (ضمان عدم استغلاله في السياسة)!
صدقوني إذا لم يطالب مناوي بالعلمانية لطالب بها مفاوض الغفلة (التعايشي) الذي أعلن على رؤوس الأشهاد تعلقه وعشقه للعلمانية ..ألم يحشدوا الصبية وأصحاب البناطلين الناصلة والكنداكات في أحد الأيام ليصرخوا في هستيريا مجنونة (بنحب العلمانية بنموت في العلمانية)؟!
أقولها مقسما برب الأكوان (ستكتب شهادتهم ويسألون)
لا يهمني كثيراً منحهم المناصب المركزية التي سيحصلون عليها بالمجان .. لكن يهمني جداً ذلك الخطأ بل الخطيئة التي منحت مالك عقار ولايات كردفان الثلاث كوال أو نائب وال!
أقسم بالله إنه لا يستحقها ، لكن أكثر ما يؤلمني أن يوضع أولئك المحادون لله ورسوله على قمة هذه الولايات المسلمة في غالبها ، ليس خوفاً من أن ينهبوها ويسموا الأندية باسمائهم (نادي عقار الثقافي) كما فعلوا في سالف الأيام ، أنما خوفاً على الدين أن ينتقص ، سيما وقد يسر لهم حميدتي والتعايشي الأمر ليحاربوا دين الله ويملؤوا تلك الولايات بالخنا والفسق والفجور والخمور.
صحيفة الانتباهة