عظيم بلا شك أن تحقق الحكومة الانتقالية مطالب ثورة ديسمبر المجيدة وتحقق شعارها المتمثل في الحرية والسلام وتسير على طريق العدالة في زمن قليل لايتجاوز العام من توقيع الاتفاقية ، وهي تتوصل الي اتفاق سلام مع حركات الكفاح المسلح بإقليم دارفور ، والسلام بلا شك كيف كان نوعه وشكله هو أمراً مهماً دعت له كل الأديان ونادت به ، وهو ضوء يتخلل مسام المجتمع ويخترق حواسه وينزل عليه رحمة ونعمة من الله ، لتعم المحبه وتسود روح الألفة والاخاء بين افراد المجتمع الواحد وهو امر لايرفضه إلا من في قلبه (غِل) ولعن الله الحرب
والتحية لجوبا الحبيبه التي ماتخلى حضنها عن ضم ابناء الوطن الواحد تلك البقعة التي هي ( حته من الوطن ) لابارك الله في من جعل أهلها فيها غرباء
والشكر لحركات الكفاح المسلح التي جعلت الأمر اصبح واقعاً وهي تطوي صفحة من صفحات الحرب التي كلفت السودان الكثير وراحت ضحيتها ارواح طاهره ، وشردت وجعلت النزوح رحلة مستمرة في مدن الإقليم المختلفة وهاهي دارفور تعود الي حضن الوطن بكامل عافيتها بعد ان عاشت أعوام من الحرب طويلة الأجل لا رابح فيها من الطرفين بل خسر الوطن نهضته وفقد إنسانها ابسط مقومات الحياة التي يستحقها وهُضمت حقوقه و تنجز الثورة متمثلة في قادة حكومتها إنجاز عظيم قد يقلل البعض من قيمته بدوافع سياسيه او لغياب حركة عبد الواحد وجناح الحلو ولكن ان الذي تحقق لطالما انه يوقف حرباً ويرتق جرحاً ، ويخيط وجعاً ، ويدخل الفرح في قلوب الكثيرين اذن هو ربح لا خسارة فيه ،و ليتها الحركات الخارجه عن الاتفاق تعود يوما ، ليس من أجلها ومن أجل مطالبها ولكن فقط لتضحي ولو بمنصب او مطلب من أجل وطن ضحى فيه الشباب بأرواحهم تلك الأرواح التي صعدت لتجعل دخول هذه الحركات الي الخرطوم ممكنا وربما الي القصر والي مقاعد القرار هذا ثمن دفعه شباب الثورة من أجل العيش بسلام في وطن يسع الجميع هذه الأمنية وان لم يشهدوها لكنهم منحوها للجميع بلا من ولا اذى على طبق من موت
لذلك لابد ان تقدر القيادات الرافضة للسلام ان حكم المخلوع الذي تسبب في حرمانهم وتشريد اهاليهم وقتلهم وحرقهم ماعاد موجودا ، وان لاذنب لحكومة جديدة جاءت لتغسل عار قبلها وتقدم التضحيات والتنازلات من أجل مواطن دارفور و لابد ان تكون هنالك قراءة ثانية للمشهد وان لايتعامل القادة خارج أُطر الإتفاق بعقليتهم التي يتعاملو بها في طاولات التفاوض مع النظام المخلوع
والأهم من ذلك ان تعي الأطراف الموقعة ان السلام والوصول اليه ليس طريقا سهلا كما يتوقعون ربما يكون تحقيقه على ارض الواقع امراً اصعب من الحرب بكثير فالمقاعد والنسب في الحكم مسؤولية كبيرة وهي بالتأكيد تجعل حمل الإقليم يسقط عن الحكومه ليقع على أكتافهم ، فمسؤولية اهلهم وأمنهم وعيشهم ورفاهيتهم وماينشدون كلها اصبحت من يوم التوقيع على ( رقابكم ) وسقطت حجة التهميش والتفرقة وضياع الحقوق واصبح الناس في السودان سواسية ، فربما تكون ثمة أقاليم اخرى اكثر تهميشا وحاجه فهذه الحقيقه لن يدركها قادة الاتفاق الا بعد ان يصبحوا في مركز القرار ويخرجون من ضيق الإقليم الي متسع السودان العريض عندها سيصلوا الي حقيقه بينة ان اغلب أقاليم السودان تعاني ربما معاناة بصمت ولكنها تعيش مآسي حقيقه ، والمنصب الذي يمنحك له السلام يجعل كل اهل السودان ينتظرون منك وليس أهل الإقليم فقط وهنا يكمن الفرق ،فبعد ماكان اللوم على حكومة جعلتكم تعيشوا سنينا من المعناة سيكون اللوم ومنذ استلام مهامكم عليكم أن لا تقصير في حق الوطن والمواطنين بصفة عامة ، وأهل الإقليم بصفة خاصة لذلك لابد من نكون أكثر وعياً بالدور الوطني الكبير لاسيما البلاد تحتاج من يخرجها من الظلمات الي النور
ويبقى حديث رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم أن التوقيع على اتفاق السلام بجوبا يعالج جذور الأزمة ويسكت صوت البندقية، هو الحديث الأهم فالسلام هذه هي قيمته وعظمته ومعناه ، وان سكتت البندقية ، فماذا بعدها ستنوم كل آلامنا واوجاعنا وسنقف على مقابر الشهداء ان ارقدوا بسلام فصوت هتافكم اسكت صوت البندقية اذن فزنا ورب الكعبة بعد ان تربت يدانا وهانحن نبلغ الغاية !!
طيف أخير :
الرحمة والمغفرة لشهداء الثورة كلما تحقق شي من مطالبهم
صحيفة الجريدة