غير مصنف 2

عجبوني الليلا جوا.. بقلم سهير عبد الرحيم

السودان اليوم:
عام تلو عام و فيضان تلو آخر تغرق جزيرة توتي وكأن النيل يجدد عهداً مع الخراب ، ولكن أهالي جزيرة توتي يجددون أيضاً العهد و الوعد على تقديم أنموذج أستثنائي في التعاضد و التكاتف حمايةً لجزيرتهم الوريفة قلب النيل الزاهر رغم أنفه .
بالأمس القريب جعل شباب توتي من أجسادهم الفتية ترساً أمام النيل ريثما يتم حشو شوالات الرمل وتقديمها قرابين إتقاء غضبة النيل و متلازمة سخطه التي تأبى أن تغادره .
أهالي توتي وقفوا جنباً إلى جنب وهم يقدمون أجساد أبنائهم حاجزاً خرسانياً أمام النيل ، ذلك في الوقت الذي تقف فيه الحكومة مكتوفة الأيدي و هي تتفرج على غرق الجميع (ود رملي ) (سوبا) ( الجديد الثورة) ( الباقير ) (الكلاكلات ) وليس آخرها توتي .
رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك ظل يوجه من مكتبه المكيف بدعم الجهود و توفير المعينات ، أية لعنة حلت بهذا الرجل…؟؟ لماذا لا تخرج يا حمدوك إلى الشعب (هل أنت محنن…؟؟)،..!!
لماذا لا تنزل إلى أرض الواقع و تعايش مع المواطنين حجم الدمار ، لا أدري أية وظيفة تلك التي تجعلك أما في مجلس الوزراء أو منزلك أو على سلم الطائرة …!!
ألم يخبرك جوقة المهرجين من حولك بأن البلد تغرق و المواطنين شُردوا ، والعقارب خرجت من أوكارها وصارت تهاجم الناس ، هل أخبروك بضياع موسم البلح في الشمالية بسبب غمر النيل للجناين هل أخبروك بأن المزارعين ينظرون إلى التمر وقد نضج ولا يستطيعون قطافه .
هل أخبروك أن نصف مزارعي الجزيرة يستعدون لدخول السجن بسبب تلف محاصيلهم و جرفها ، هل أخبروك عن البيوت التي أذابها النيل في كأسه ثم أرتشفها جرعة واحدة .
دعك من هذا هل أخبروك أن هذه الأمطار خلفت وفيات ، هل تعلم عدد الوفيات و عدد البيوت التي هدمت ، هل فكرت في زيارة هذه الأسر و مؤازرتها ، مابالك يارجل ….!!، ماسر هذا البرود والإنكسار والهزال ….!! ، حسناً إذا كنت مغيباً عن المواطنين ألا تشاهد التلفزيون ، ألا تقرأ الصحف ، ألا تقرأ التعليقات أسفل تغريداتك الباردة في (تويتر) ….!!
خارج السور :
أين رجال المال و الأعمال أصحاب الشركات والمصانع والمزارع ، هل أصابهم العمى و الصمم ألا يشاهدون الوطن و هو يغرق ألا يستمعون لأصوات الاستغاثات …!!

The post عجبوني الليلا جوا.. بقلم سهير عبد الرحيم appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى