السودان اليوم:
عام تلو عام و فيضان تلو آخر تغرق جزيرة توتي وكأن النيل يجدد عهداً مع الخراب ، ولكن أهالي جزيرة توتي يجددون أيضاً العهد و الوعد على تقديم أنموذج أستثنائي في التعاضد و التكاتف حمايةً لجزيرتهم الوريفة قلب النيل الزاهر رغم أنفه .
بالأمس القريب جعل شباب توتي من أجسادهم الفتية ترساً أمام النيل ريثما يتم حشو شوالات الرمل وتقديمها قرابين إتقاء غضبة النيل و متلازمة سخطه التي تأبى أن تغادره .
أهالي توتي وقفوا جنباً إلى جنب وهم يقدمون أجساد أبنائهم حاجزاً خرسانياً أمام النيل ، ذلك في الوقت الذي تقف فيه الحكومة مكتوفة الأيدي و هي تتفرج على غرق الجميع (ود رملي ) (سوبا) ( الجديد الثورة) ( الباقير ) (الكلاكلات ) وليس آخرها توتي .
رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك ظل يوجه من مكتبه المكيف بدعم الجهود و توفير المعينات ، أية لعنة حلت بهذا الرجل…؟؟ لماذا لا تخرج يا حمدوك إلى الشعب (هل أنت محنن…؟؟)،..!!
لماذا لا تنزل إلى أرض الواقع و تعايش مع المواطنين حجم الدمار ، لا أدري أية وظيفة تلك التي تجعلك أما في مجلس الوزراء أو منزلك أو على سلم الطائرة …!!
ألم يخبرك جوقة المهرجين من حولك بأن البلد تغرق و المواطنين شُردوا ، والعقارب خرجت من أوكارها وصارت تهاجم الناس ، هل أخبروك بضياع موسم البلح في الشمالية بسبب غمر النيل للجناين هل أخبروك بأن المزارعين ينظرون إلى التمر وقد نضج ولا يستطيعون قطافه .
هل أخبروك أن نصف مزارعي الجزيرة يستعدون لدخول السجن بسبب تلف محاصيلهم و جرفها ، هل أخبروك عن البيوت التي أذابها النيل في كأسه ثم أرتشفها جرعة واحدة .
دعك من هذا هل أخبروك أن هذه الأمطار خلفت وفيات ، هل تعلم عدد الوفيات و عدد البيوت التي هدمت ، هل فكرت في زيارة هذه الأسر و مؤازرتها ، مابالك يارجل ….!!، ماسر هذا البرود والإنكسار والهزال ….!! ، حسناً إذا كنت مغيباً عن المواطنين ألا تشاهد التلفزيون ، ألا تقرأ الصحف ، ألا تقرأ التعليقات أسفل تغريداتك الباردة في (تويتر) ….!!
خارج السور :
أين رجال المال و الأعمال أصحاب الشركات والمصانع والمزارع ، هل أصابهم العمى و الصمم ألا يشاهدون الوطن و هو يغرق ألا يستمعون لأصوات الاستغاثات …!!
The post عجبوني الليلا جوا.. بقلم سهير عبد الرحيم appeared first on السودان اليوم.