لم تمر زيارة القائد العام للقوات المُسلحة، رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البُرهان للمناطق المُتأثرة بالسيول والفيضات أمس الأول دون أن تُثير عاصفةً من الأسئلة والتحليلات، وانقسمت الآراء بين مؤيدٍ ومعارض، وذهب البعض إلى أن رئيس مجلس السيادة يبحث عن أرضية جديدةً يؤسس عليها الثقة بين الشعب والجيش لخطوةٍ قادمة، بينما مضت آراء أُخرى لوصفها بـ(العادية) وأنها امتداد لتواصل القيادة مع الشعب.
سجل الزيارات
بزيٍ مدني، وتواصلٍ عن قُرب مع المُتضررين وحديثٌ وسؤال عن الأوضاع ظهر البرهان برفقة رئيس هيئة الأركان في منطقة الكلاكلة والشقيلاب، والمناطق المُتأثرة في شمال بحري، موجهًا بعدها بتجهيز وجبات طوارئ للمُتضررين وإنشاء غُرف طوارئ خاصة لترتيب مساعدات القوات المُسلحة للمتضررين.
العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا مقاطع الفيديو والصور التي ظهر فيها البرهان، حيثُ هتف البعض “شعبٌ واحد، جيشٌ واحد” .
بالمقابل عُقب هذه الزيارات توالت الأسئلة عن غياب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك عن تفقد المُتضررين من السيول والفيضانات، وتأتي هذه الأسئلة بالتزامن أيضًا مع زيارة حمدوك إلى جوبا لحضور التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقية السلام اليوم الإثنين.
مسؤولية سياسية
مراقبون اعتبروا أن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك يعمل عن طريق مؤسسات الدولة والأجهزة المُختصة التي كُونت في وقتٍ سابق لمتابعة الموقف من الفيضانات والسيول والمُتأثرين.
اللواء أمين إسماعيل مجذوب اعتبر في حديثه لـ(السوداني) إن الزيارات تأتي في إطار المسؤولية السياسية لرئيس مجلس السيادة، ومن منطلق وطني واجتماعي للاطمئنان على تهيئة الموارد في الدولة.
وأضاف: كانت لفتة بارعة في ارتداء الزي المدني البسيط، وهو أمر عادي، فالحالة الأمنية عادية وليست هناك حالة طوارئ ، وهي رسالة مفادها أن القوات المسلحة مع الثورة ومع مدنية الدولة.
ويرى مجذوب أن القوات المُسلحة ممثلة في القائد العام وظفت وتوظف كل امكاناتها لخدمة أهل السودان، مُشيرًا إلى أن هناك معدات عسكرية خاصة بالعمل العسكري في سلاح المهندسين حيثُ تعهد رئيس هيئة الصناعات بتوفير كل الإمكانات والمساعدات.
وعلى الرغم من وجود مؤسسات لمتابعة الأوضاع حول الفيضانات والمُتضررين وهو ما جعل البعض يوجه سهام النقد للبرهان في زياراته التفقدية إلا أن مجذوب يرى أنها تأتي في إطار المسؤولية الدستورية كرئيس للدولة، وفي حالات غير اعتيادية منوهًا إلى أنهُ لم يُقصد بها تجهيز البيئة لأيّ تأييد أو تظاهرات.
وأضاف: أما الهُتافات فكانت عفوية تعكس العلاقة الخاصة بين الشعب والقوات المسلحة.
أبعاد سياسية
الكاتب الصحفي أسامة عبد الماجد استبعد في حديثه لـ(السوداني) أن تكون لزيارات البرهان أيّ أبعاد سياسية مُعتبرًا أنهُ لا يحتاج لهذه الخُطوة، واصفًا الزيارة بالعادية والطبيعية لجهة أن البرهان رئيس مجلس السيادة كما أن الوضع والكارثة ألمت بعدد من المناطق.
وأضاف:واضح أن الغرض يُعزز من وجود الجيش بجوار المواطنين، بلا بعد سياسي.
وحول السؤال عن أين حمدوك يقول أسامة: أين حمدوك من متابعة ملف المواصلات، أين حمدوك من الغرفة الخاصة بمعالجة تدهور الجنيه السوداني والأزمات الطاحنة.
وأضاف: هذه كُلها ملفات تستدعي أين يكون السؤال عن أين حمدوك حاضرًا.
ذكاء سياسي
واعتبر أسامة أن والي الخرطوم غاب عنهُ الذكاء السياسي في زياراته التفقدية للمناطق المُتضررة حيثُ كان يمكن أن يصطحب حمدوك معهُ، منوهًا إلى أنهُ من الضروري أن يشعر المواطن بأن الحكومة الاتحادية حاضرة.
وأضاف:الحكومة التنفيذية مطالبة بأن تكون قريبة من المواطن تتقاسم معهُ الهموم فالحالة في السودان قائمة على ضرورة حضور المسؤول الأول، ففي أوضاع كالسودان لها دلالات مُختلفة، وحمدوك ظلت تُلاحقهُ الاتهامات أنهُ بعيدٌ عن نبض الشارع.
مؤسسات الدولة
بالمقابل يرى مراقبون أن لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك خطط ونهج يسير عليه عبر مؤسسات الدولة.
وعبر أكثر من تغريدة على الحساب الرسمي لرئيس الوزراء أشار فيه للمتابعة موجهًا بضرورة استمرار التنسيق الفعال بين كل مؤسسات وأجهزة الدولة وعلى رأسها المجلس القومي للدفاع المدني، مشيرًا إلى أهمية التنسيق الكامل بين كافة قطاعات المجتمع المدني لحشد كافة الموارد البشرية والمادية الممكنة للعمل على تخفيف حدة الفيضان.
وأكد حمدوك على استمرار العمل بالتوازي لوضع الخُطط للتعامل الجذري مع الفيضان.
إيمان كمال الدين
صحيفة السوداني