السودان اليوم:
لأول مرة ومنذ فترة يلفت نظري حديث جاد وموضوعي لمسؤول، السيد عبدالكريم حسن محمد علي مدير الإدارة العامة للتعليم الخاص ، قال في حديث لإذاعه هلا ٩٦ fm (اللقاء موجود بالكامل على صفحة الإذاعه بالفيس وباليوتيوب )، ويمكن للمواطنين الإطلاع عليه.
قال الرجل أنه طلب من المدارس الخاصة إيقاف عملية تسجيل الطلاب، وذلك حتى تتمكن الوزارة من الجلوس مع مجالس الآباء في تلك المدارس للوصول الى صيغة وأرقام تتناسب مع أولياء الأمور وإحتياجات تلك المدارس.
مذيعه هلا ٩٦ لم تترك الرجل بل راجعته في حديثه قائلة ولكن عملياً بعض تلك المدارس بدأت التسجيل، قال الرجل هنالك فرق بين الاعلان عن التسجيل والتسجيل فعلياً واستلام الرسوم .
لم تترك المذيعة النابهة الرجل بل أصرت على حديثها بأن هنالك مدارس قامت بالفعل بالتسجيل وهي تتحدى قرارات الوزارة وتضرب بها عرض الحائط ..!!
هنا حسم الرجل الجدال بالقول: (إذا كانت هنالك مدرسة قد فتحت باب التسجيل وألزمت أولياء الأمور بالدفع ، فأننا نطالب أولياء الأمور بأن يأتوا إلينا بتلك الإيصالات )…!!
هكذا حسمت جهيزة قول كل خطيب، أي أب وأم دفع رسوم تسجيل عليه حمل الإيصال والتوجه إلى مدير التعليم الخاص لنشاهد ماذا سيفعل الرجل؟…
ذلك على الرغم من أننا نعلم أن (مافيا) التعليم الخاص مثل الأخطبوط لديها أذرع في كل مكان و هي بالضرورة مخترقة للبعض في الوزارة ، وهذا ملف يحتاج نبشه و البحث في أوراقه إلى جدية من قبل الوزارة الجديدة نفسها لحسم فوضى الكيزان القديمة..رغم ذلك الرجل قال لكم تعالوا .
ولكن..قبل هذا وذاك هي همسة في أذن أولياء الأمور، إن الحقوق لن تأتيكم وأنتم تتوسدون الأحلام بل يجب أن تسعوا خلف قضيتكم بالتظاهر والوقفات الإحتجاجية والمؤتمرات الصحفية و تصوير إيصالات الرسوم الباهظة ونشرها على (السوشيال ميديا) ليعلم الشعب حقيقة من هم مصاصي الدماء. ولو أنتبهتم قليلاً فأني قدمت في عنوان هذه المقالة الأمهات على الآباء ، والأمر لا يتعلق بجندرة أو مناصرة للمرأة أو غيرها بل لأني أعلم أن بعض الأمهات يحمّلن الآباء فوق طاقتهم بالضغط عليهم للتسجيل في تلك المدارس باهظة التكلفة .
وإذا سلمنا أن الأمر يتعلق بسمعة تلك المدارس أو تفوقها أو بيئتها الدراسية إلا أن عنصر (البوبار) و ( الفشخرة ) يظل حاضراً و موجوداً ، خاصةً إذا علمتم أن كثير من تلك الأسر وعقب دفع تلك الملايين المهولة ؛ فأنهم يلجأون للدروس الخصوصية
الآن الكرة في ملعبكم بعد أن قالها لكم مسؤول التعليم ، لا تسجلوا لا تسجلوا …و إن سجلتم تعالوا إلينا بالإيصالات .
خارج السور :
بلغ التلاسن في أحدى المدارس الخاصة محاولة تشهير بأحد أولياء الأمور بإتهامه بأنه يصعد موضوع الرسوم لينتقم من مدير المدرسة لأنه كان على علاقة حب بطليقته السابقة.. بالله عليكم أية بيئة تلك التي نضع أبنائنا فيها..!!!
The post الأمهات والآباء .. لا تسجلوا.. بقلم سهير عبد الرحيم appeared first on السودان اليوم.