السودان اليوم:
لعلها.. واحدة من الحالات النادرة التي عشت فيها تلك الاحاسيس المتناقضة.. بين الفرح.. والحزن.. السعادة.. والاسي.. وهي ذات المرة التي استعدت فيها كلمات ذلك اللحن الخالد فينا “مرة اضحك ومرة ابكي ومرة اتحمل اسايا.. مرة اهرب منو واشكي”.
تابعت لقاء الاهلي والزمالك في قمة الدوري المصرية.. برسم البطولة الخاصة بين الندين الكبيرين.. بعد ان حسم عملاق الجزيرة صدارة الترتيب بمسافة بعيدة من اقرب منافسيه.. بينما شكلت البطولة الخاصة احداثيات تلك الليلة التي تجلت فيها عبقرية الصناعة الكروية المصرية عند ولاد “ميت عقبة” فحطموا غرور الاهلاوية بثلاثية بديعة وقاتلة علي مدار الشوطين.
تابعت المباراة انبهارا بتلك الجزئيات الصغيرة التي صنعت الحدث.. وكان العجب الاعجب عندي هو ان المباراة افتقدت اهم عوامل اثارتها وسخونتها بغياب الجماهير من علي المدرجات… الا ان اللاعبين تعاملوا مع “الماتش” باحترافية المواعيد الكبيرة تقول بان هناك مئات الملايين الذين سوف يتسمرون خلف الشاشات الصغيرة والكبيرة لمتابعة المباراة.. لذلك لابد من الظهور المختلف وقد كان.
ضحكت كثيرا وطويلا مع معلق المباراة.. “الحدوتة المصرية” والنكتة الحاضرة “مدحت شلبي” الذي مارس فن “التعريض” بتلقائية مدهشة انستنا غياب الجماهير.. له الف حق في هذا “التعريض” المليح الذي يُحدّث عن ذلك الشعب الذي لا يعرف صفوف الخبز والوقود ولا انقطاع الكهرباء او التضخم وانهزام الجنيه وانتشار البعوض..
سعدت لاداء الفرقتين المتميز.. وللحضور الاضافة الذي شكله المحترفون الافارقة الذين سيكونوا استثمارا جيدا للاهلي والزمالك في قليل السنوات المقبلة.
اما مساحات حزني التي تمددت بامتداد مساحات وطني… فقد كانت بسبب السؤال الموجع الذي عزيت به نفسي: “نحن وين والناس وين”.. دولة مثل مصر سجلت ارقام ضخمة في معدلات مرض الكوفيد 19 وعانت من الوفيات.. ورغم ذلك كافحت الاغلاق.. وعادت للتعايش مع المرض لكي تقهره…
اما نحن “ناس قريعتي راحت” بشمولية غياب التخطيط وانهدام الرؤية بقيادة ولاء البوشي وصديق تاور.. فمازلنا في محطة اغلاق الكباري والاضرار بالبلد بتخريب ممنهج لن يبقي علي اخضرنا.. ان وجد.. ويابسنا الوافر.
فيء اخير
اتابع تحليلات الاستاذ الجميل “صلاح خوجلي” العميقة لانني احترم قلمه لانه يحترمني كقارئ ولا يعمد الي ان يكذب علي او يجمل لي الاشياء.
“كفارة وسلامتك” علي قناة الهلال وفي حلقته الاخيرة الفائتة قدم لفتة بارعة بزيارة الهرم الفني الكبير “صديق احمد” الذي غاب طويلا من الساحة الفنية بسبب المرض.. بعث البرنامج برسالة اطمئنان لمعجبي فن الطمبور وابداعات ارض منحني النيل بان صديق احمد قادم باذن الله.. اسرة البرنامج بقيادة عادل الزبير كانت هناك بينما تجلت امكانيات المذيعة القادمة بسرعة الصاروخ “امل خليل” بحضور مدهش وجميل.
الاعلامية السمراء “سلافة ابوضفيرة” علقت علي الشعور المنسدلة علي اكتاف مقدمات النشرات الاخبارية علي الفضائية السودانية علي صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وقالت: “من مدرسة صُناع التقارير والمراسلين إلى المدرسة الشكلانية. اللهم أجرنا في مصيبتنا.. أستاذ لقمان كان يوقفنا صف ويسألنا العاوزة تفك شعرها منو والعاوزة تتحجب منو والعاوزة التوب منو.. ويوفير معينات العمل ويعمل غرفة أزياء للمذيعين أو يديهم بدل لبس. بعداك يفكر يجيب مذيعات يدوهو البُعد الشكلاني العاوزو.. المهم يومداك بدأ الإجتماع في التلفزيون مع العاملين متناسي ذكر الثورة وأبنائها وبناتها الأكارم الذين بسبب تضحياتهم وصل الجميع إلى هذه المناصب. نوع هذا التفكير لن يصنع نجاحاً ولن يصنع جهاز إعلامي بمقام ثورة ديسمبر.. الثورة مستمرة.”
الناس قايلة طبعا قبة لقمان فيها فكي.
The post ناسن حالا زين.. بقلم أيمن كبوش appeared first on السودان اليوم.