غير مصنف 2

ما بعد الثورة.. بقلم محجوب مدني

السودان اليوم:
لم يعد في فترة ما بعد الثورة للاتجاهات الفكرية في السودان إغراءات تقدمها للشعب السوداني سوى صحة منهجها وخيريته.
فالسلطة والحكم كل من هب ودب متعلق بها سواء أدرك اتجاهها أو لم يدركه.
والحاكم نفسه لا يستطيع أن يكتشف من معه هل يتبعه من أجل دعم مشروعه وبرنامجه الذي ينادي به أم من أجل سلطانه وحكمه.
أما ما بعد الثورة فليست هناك ثمة مغريات ومناصب وإغراءات سوى ما ينادي به كل اتجاه.
وعليه فليحرص كل اتجاه وفكر أن يقدم برنامجه وتوجهه بكل دقة ووضوح وصدق، فالآن يستطيع أن يتعرف على حجمه الطبيعي وعلى مكانته وترتيبه في الساحة السياسية.
فالذين يحملون رؤية سياسية وكانوا على سدة الحكم سوف لن يشغلهم الآن المتسلقين والباحثين عن مصالح خاصة بهم فيتوددون لهم ويتقربون.
أما بعد الثورة فكل من ينضم إليهم سوف ينضم مقتنعا بطرحهم.
كما أن التحديات ومشغوليات الحكم التي قد تجعلهم غير متفرغين لبث فكرهم واتجاههم بصورة واضحة قد زالت ما بعد الثورة.
وكذلك المعارضون فرصتهم الآن كاملة ومتاحة، وذلك بسبب عدم وجود حكم يضيق عليهم ويمنعهم من توصيل ما يريدون من فكر وتوجه.
فكل حزب وكل توجه لم يوضح ويظهر اتجاهه بصورة جلية بعد الثورة، فهذا يعني أن هذا الفكر خاو ولا يحمل رؤية سياسية ذات مضمون،
فتجده يشغل نفسه إما بأعدائه ومناطحتهم. وإما مشغول بالبحث في المشاركة في السلطة ومضيع جهده في الركض خلف فرص الاستزوار.
ومن لا يحمل فكرا ناضجا وسويا يقدمه للناس سيظل يتلبس إما بزهو السلطة وبريقها إن كان حاكما أو يتحجج بسطوة الحكومة وجبروتها إن كان معارضا.
بضاعتك الآن إن لم تعرضها فمتى تعرضها؟
البحث عن ملك ضاع لن يقدم شيئا كما أن الحصول عليه بلا هدف وبلا تحقيق رؤى سوف يسقط في ذات الفخ الذي وقع فيه السابق.

The post ما بعد الثورة.. بقلم محجوب مدني appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى