تداول ناشطون مواقع التواصل الإجتماعي على نطاق واسع مقال القيادي الإسلامي أمين حسن عمر الذي أسماه (الضفدع الصامت)، وأثار المقال ردود أفعال واسعة، وقال أمين في مقاله:
الضفدع الصامت:
الضفدع حيوان يعيش في الحقول والمزارع وعلى حافة المصارف والأنهار ومصادر المياه فهو يحتاج إلى الأرض اليابسة وجداول المياه ولذلك سمي حيوانا برمائيا، وصوته مميز ويسمى النقيق ولا يصدر إلا من الذكور فقط.وهذه حقيقة دامغة فبينما تتهم النساء بالنقيق فيقال لنون النسوة نون النقة ويتهمن بالنقة التى لا تنقطع مثل نقيق الضفدع فإن الضفادع التى تصدر النقيق المتواصل هى الذكور وليست الإناث .عجيب أليس كذلك؟
و القرآن لانه كتاب الأكوان فقد ذكر كثيرا من المخلوقات لكن جاء ذكر الضفادع في القرآن الكريم مرة واحدة في سورة الأعراف “فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوماً مجرمين” آية 133. وذلك عندما دعا موسى على فرعون وأتباعه وأن يلحق بهم البأساء والضراء فاستجاب الله دعوة موسى وأرسل عليهم المطر الشديد الذي أغرقهم ثم أرسل عليهم الجراد فأهلك زرعهم وثمارهم ثم أرسل عليهم القمل والضفادع والدم. وذكر القرطبي: أن الضفادع ملأت فرشهم وأوعيتهم وطعامهم وشرابهم فكان الواحد منهم تغطيه الضفادع من قدمه حتى رأسه وإذا تحدث الرجل منهم قفزت الضفادع إلى فمه.
وقالوا إنها أكثر الدواب تسبيحاً. قال عبدالله بن عمرو: لا تقتلوا الضفدع فإن نقيقه الذي تسمعون تسبيح. فهو أن صح حديث عبدالله (وهو حديث لا يكاد يقوى سنده) فإن الضفدع يسبح ولا ينق نقيق الشكوى أو الشهوة.
يقضي الضفدع معظم وقته على الأرض ولا يذهب إلى الماء إلا قليلا. وتتغذى الضفادع في طور اليرقة على النباتات المائية الموجودة في المصارف والمستنقعات التي تسبح فيها أما في طورها اليافع حيث تعيش على الأرض فيكون غذاؤها من الديدان والحشرات والمخلوقات الصغيرة. وتستخدم لسانها الطويل اللزج في صيد الحشرات بسرعة فائقة وابتلاعها بلا مضغ لأن أسنانها صغيرة وغير قوية.
ويفرز جلدها نوعين من الغدد مخاطية تعمل على ترطيب الجلد وأخرى سامة لقتل الحشرات والحيوانات الصغيرة. ورجح بعض العلماء أن تكون الضفادع قادرة على التنبؤ المسبق بالزلازل بسبب حساسيتها الفائقة للمجال المغناطيسي الأرضي الذي يبدأ بالتبدل قبل وقوع الهزات والتحركات الأرضية
وقد نهى بعض الفقهاء عن أكل الضفدع أو التداوى به لحديث التسبيح المذكور آنفا وأحاديث أخرى وهى أحاديث لا تقوى على دفع قاعدة أن أكل مافى البحر والنهر حلال والتسبيح ليس وقفا على الضفدع فإن من شىء الا ويسبح بحمد الله. وحساء الضفادع وجبة عالية الثمن فى أوربا وبخاصة فى فرنسا.وقدتندر البعض فى السودان من دعوة أحد الوزراء إلى أكلها وعد بعضهم ذلك تهكما بالناس.والضفدع مع كثرة نقيقه فى اليابسة فهو حيوان صامت لا ينق فى الماء لذلك فإن العرب تناقلوا بيتا من الشعر عدوه من الحكمة يقول
قالت الضفدع قولا حكته الحكماء
فى فمى ماء
وهل ينطق من فى فيه ماء
فكم من من متفاصح كثير القول مسرف فى الكلام فى كل مكان وكل مقام فإذا انتظر الناس منه قولا فصلا فيما يظن أنه قد يسبب له حرجا اوضيقا أو يغضب عليه ذا قدرة تذكر أن فى فمه ماء وهل ينطق من في فيه ماء. بهذه المناسبة لماذا سكتت الضفادع؟؟
أمين حسن عمر
نشر اكتوبر٢٠١٩