السودان اليوم:
أسوأ كوارث الانقاذ هي بعث الروح القبلية والانتماء القبلي بين افراد الشعب السودانى ولست ادري باي غباء سياسي استرشدوا بفكرتهم هذه وجعلوها مرجعا للاوراق الثبوتية من رقم وطنى وبطاقة شخصية وقد خلفوا عهودا تراجعت تماما امام ثقافة المواطنة العامة وارتفاع احاسيس الانتماء الى المجتمع العريض والوطن الجامع ولست افهم دواعى فكرهم.
احداث القرية 10 بحلفا الجديدة واحداث دارفور وحربها الاهلية المستعرة منذ بداية القرن الحالى وحروب جنوب كردفان حروب واحداث وصرعات ضد طبيعة العصر وتوجهاته الفكرية العامة وثقافة العولمة تطرق الابواب بشدة فى لحظات انهارت الحدود بين الدول فى مختلف بقاع العالم واصبحت العولمة ايقاع العصر وبنية التواصل الاجتماعى والثقافى الجامع لكل الامم ونحن بالسودان مازلنا نتقاتل حول حدود عشائر وقبائل ونرفض النزوح والهجرات السكانية تحت مختلف الظروف .
ونتخوف من حالات ومحاولات الاندماج بين مكونات الولايات والاقاليم وتشتعل الحروب لذلك فى تصعيدات اثنية وعبر حروب وصراعات قبلية مقيتة ودعاوى واصطفافات عرقية ومناطقية ودعوات بالمقاطعة وعدم التواصل الشامل نتاج احداث صغيرة ومتفلتة ولانعبر عن واقع عام لتكبر ولتشمل اصطفاف قبلى مقابله اصطفاف اخر.
ولنشهد تنازعات ترجع الى ماقبل القرون الوسطى للامم المتقدمة وعهود ماقبل الثورة المهدية بالسودان فبأى اهداف يتم ذلك وتحت اى مفاهيم ترعى هذه الثقافات المقيتة ونحن نملك وطن شاسع المساحات غنى بالموارد يسع الجميع ان تفقهوا جيدا فى حالهم وتفكروا عميقا نحو مستقبل يعنى الجميع ويسعهم وعلام البؤس فى الثقافة وعلام الاصطفافات السالبة والمدمرة .
وهى جرثومة بتطورها لن تتوقف عند حدود القبيلة وستمتد للتفرقة بين البيوتات الكبيرة والاسر حتى داخل القبيلة وربما حتى داخل الاسرة الواحدة تطورا للجهل وبؤس المفاهيم المصطنعة ارى بفعل الاعداء ومعدومى الضمائر من ابناء الوطن كطفيليات لايمكنها التعايش فى مجتمعات ومناخات وبيئات سليمة ومعافاة ونظيفة.
والثورة ترسخ للوعى وثقافة التنمية والانتماء للعصر ونحن فى عالم تمنح دوله المتقدمة الجنسية وكامل حقوق المواطنة نتاج إقامة خمس سنوات متواصلة وقبلها حقوقك كانسان ما دام لجأت لهم للتكسب والعيش الكريم ولذلك على الثورة والقائمين عليها نشر وتعميق التسامح الانسانى والتساوى العرقى وترسيخ دولة الحقوق والواجبات وترسيخ معنى الوطن الاكبر الذى يسع الجميع اينما وجدوا واينما حلوا دون تميز او تفرقة بحقوق المواطنة والتزاماتها القانونية والاخلاقية وعلى الثورة وعبر قوانين الدولة تشجيع ثقافات الاندماج العرقى ورفع ثقافات الوعى بايجابيات ذلك على كافة المستويات العامة والخاصة ابتداء بمعرفة الاخر وتراثه الفكرى والثقافى وذلك بافراد مساحات اعلامية واسعة وصناعة التواصل عبر المنظمات التعليمية والاجتماعية لصناعة وحدة شعبية راسخة على قاعدة التواصل والمعرفة بخصوصيات وثقافة الاخر ممايخلق ترابطا وجدانيا وانتماءات مشتركة وتلاقح بين هذه الاهتمامات منتجة ثقافة قومية وجامعة وهموما واهتمامات قومية عميقة ومترسخة بوجدان الشعب مما ينتج تصالحا ذاتيا ووعيا عاما مشترك وعابر لحدود الاثنيات الضيقة الى فضاء الوطن الواسع.
The post معا لترسيخ معاني الوطن والمواطنة ونبذ القبلية.. بقلم سهيل الارباب appeared first on السودان اليوم.