السودان اليوم:
– الفنان الشامل، والموثق العامل، والشاعر والكاتب والممثل المسرحى،(ونجم الشباك) للعديد من الاعمال الفنية الاذاعية والتلفزيونية والمسرحية الأستاذ السر قدور، الذي نشأ في بيئة فنية ودينية بين الجباراب والشعديناب ودامر المجذوب، وعاش ردحاً من الزمن في ردهات وإستديوهات الإذاعة السودانية، وتدرَّب على أيدي شعراء كبار مثل ابراهيم العبادى، وانتج أعمالاً فنية خالدة مع نجوم الفن الغنائي والدرامي، لم تخلو أسطر سيرته الذاتية المدهشة من الاشتغال بالسياسة لفترة ليست بالقصيرة فى مكتب (البيه) الأميرلاي عبدالله بك خليل رئيس وزراء السودان الأسبق،
– تداولت الأسافير مؤخراً رسالة صوتية بعث بها لصديقه الأستاذ الصحفى جمال عنقرة، بعد الواقعة المؤسفة التي وقعت أمام منزله الذي إستضاف فيه عدداً من الاعلاميين على شرف الزيارة الشخصية التي قام بها الفريق أول شمس الدين كباشي عضو المجلس السيادي الإنتقالي لقريبه جمال عنقرة للتحية والمعايدة، فتحرَّش بعض منسوبي ما يعرف بلجان المقاومة بكل من لبى تلك الدعوة، وقدموا ألواناً من سوء الأدب وقلة الإلتزام بالقيم الرفيعة المتوارثة عند السودانيين كافةً، وقد تناولتُ الحادثة بالتعليق في حينه، لكن اللافت في تعليق السر قدور رسالته الصوتية إنه تجاوز الحادثة ورمى ببصره بعيداً إلى ماورائها، ووضع أصبعه على الجرح، فلم يقف عند العرض، وحاول علاج المرض، بوصفة بسيطة وناجعة، لو طُبقت كما يرى صاحبها فستكون (الكمدة بالرمدة) والفكرة بسيطة في مظهرها وعميقة في جوهرها، يستحق عليها السر قدور أن يطلق معها برنامجاً جديداً بإسم سياسة وسياسة على وزن أغاني وأغاني الذي طبقت شهرته الآفاق مصحوباً بالضحكة الصافية والقهقهة الفريدة التي أصبحت لازمة لبرنامجه الأشهر.. ويحق لنا وللسر قدور أن يستلقي على قفاه من الضحك على أداء الحكومة الانتقالية المتعثر، وشر البلية ما يُضحك!!
تتلخص فكرة السر قدور في (تعيين) المجلس التشريعي والمحددة عضويته بثلاثمائة عضو، والمعنى بالدرجة بوضع قانون الانتخابات الذي ستُجرى بموجبه الانتخابات العامة إيذاناً بإنهاء الفترة الانتقالية ووضع دستور دائم للبلاد يخرج بلادنا من الدائرة الجهنمية المفرغة، انقلاب عسكرى، ثورة شعبية، فترة انتقالية، حكومة حزبية، وهلمجرا. يقترح السر قدور، الطلب من الولايات تقديم عدد (١٦ عضو) من أبناء كل ولاية من ولايات بلادنا ليكون العدد (٢٨٨) يستكملهم المركز بعدد (١٢) من ذوي الخبرة والاختصاص في القانون، فتكتمل هياكل السلطة الانتقالية، ويكون المجلس التشريعي المعيَّن هو الممثل لأهل السودان كافة، فلا ينفرد حزب أو تنظيم بالتقرير فى شأن البلاد ومستقبلها منفرداً، ودون الدخول فى تفريعات وتفاصيل، سيكون هناك بلا ريب شباب ومرأة وفئات أخرى وزعماء ووجوه مجتمع، في هذا المجلس التشريعي المعيَّن، والذي سيمهد بدوره للمجلس التشريعي المنتخب، بإذن الله، وتترجم كلمات السر قدور التي لحنها وغناها الفنان القدير إبراهيم الكاشف، أرض الخير، إلى واقع ونقول للدنيا كل الدنيا أنا سوداني.
The post السر قدور .. سياسة وسياسة.. بقلم محجوب فضل بدري appeared first on السودان اليوم.