السودان اليوم:
ما كان لوزير التجارة والصناعة السيّد مدني عباس مدني أن يُهرولُ مذعُوراً لوكالة السودان للأنباء (سُونا) ويعقد مُؤتمرة الصحفى لولا النقد الصارخ والصريح الذى وجّههُ نائب رئيس مجلس السيادة الفريق (حميدتي) والذي ألقى فيه باللائمة على وزارة التجارة والصناعة ووزارة الثروة الحيوانية بتراجع صادر المواشي في إشارة منهُ لاعادة البواخر من ميناء جدة السعودي عدة مرات وتلف صادر الفول السودانى الذى قال أن قيمته بلغت سبعة وتسعين مليون دولار.
قال معالي الوزير مدنى مُدافعاً عن وزارته أنها (تهتم) ضمن أعبائها بتطوير الصادرات والواردات وفق (رؤية) الحكومة (لاحظ) عزيزي القارئ رؤية الحكومة وحمدوك يقول إنه لا يملك رؤية وبرنامج عمل كما ذكر ذلك في زيارته الوحيدة للسعودية ومدني يقول أن وزارته تعمل وفق موجهات السيد رئيس الوزراء بضرورة تطوير وتنمية القيمة المُضافة للصادرات السودانية (والله عال) عن أي قيمة مُضافة يحدثنا معالي الوزير ووزارته تُصدر الصمغ العربي خام والفول السوداني خام والكركدي خام والخروف بأظلافه فماذا أضافت وزارة مدني للصادر السوداني؟ يا سيدي الأمارات تُصدر الفول السوداني المدمس (بحتة) تغليف وصندوق جميل فمن أين للأمارات بالفول السوداني، الهنود يا أخي صدروا البصلة المُحمّرة (الكشنة)، الأردنيون صدروا الملوخية الناشفة (أم تكشو)، مصر تٌعيد تصدير اللحوم السودانية بقليل من التغليف والتبريد فعن أي قيمة مُضافة يتحدث الوزير المندفع؟ (برأيي) أن إفتتاح تصريح الوزير مدني بمنبر (سُونا) لا يعدو كونه (كسيّر تلج) ألقاه أمام السيد حمدوك مُسبحاً بحمده كخط دفاعه الأول أمام الإقالة التي يعتقد بعض المراقبين أن تسمية السيد (حميدتي) لوزارتي التجارة والصناعة والثروة الحيوانية ماهي إلا (إبريق وصابونة) بعث بهما للوزيرين (لبل) رأسيهما للحلاقة ومُغادرة الكراسي وهذا ما فسرته إستماتة الوزير مدني في دفاعه عن وزارته وبهذه السرعة ما هي إلا دليل أن رسالة (حميدتي) كرئيس للجنة الطوارئ الاقتصادية قد وصلت حمدوك ولم يتبق إلا إبلاغ الرجلين. ومما يجدر ذكره أن قبول الفريق أول حميدتي برئاسة هذه اللجنة كان من ضمن شروطه حقه في إعفاء الوزراء في حال تقصيرهم بالتشاور مع السيد رئيس الوزراء. ولا أظن أن هناك حسنة واحدة قد تشفع (لمدني) لذا هرول إلى (سونا) علّه ينقذ شيئاًً من القمح والوعدِ المحرُوق! حقيقةً لا أدري أليس من يُحدثنا عن أن وزارته تراجع وبشكل دقيق وعلمي (لاحظ علمي هذه) تُراجع حركة الصادر والوارد وتأثيرها على حركة الأسواق الداخلية هو (ذات) الوزير الذي أرهقته مخابز الخرطوم ناهيك عن السودان وهو ذات الوزير الذي (دق صدره) ذات يومٍ بحل أزمة الخبز خلال ثلاثة أسابيع تصرمت بعدها شهور ولم يفعلُ شيئاً! أليست هو ذات الوزير الذي أعترف (بعضمة لسانه) أنه لا يملك إحصائية عن إستهلاك ولاية الخرطوم من الدقيق ولا يعلمُ شيئاً عن حاجة السودان من القمح، حاول معالي الوزير أن (يبيع كلام) مُبشراً عن خطته لحوسبة وزارته بالكامل قبل نهاية هذا العام (يا سلام)! وكأن الحوسبة ستذهبُ بالصفوف وستأتي بالقمح والسلع! وبدأ الوزير مُدافعاً عن قراره بوقف صادر الفول السوداني الذي تعرض للتلف بالميناء مما أفقد البلاد الملايين من الدولارات ولكن الوزير مدني قفز فوق كشف ماذا فعلت وزارته أو ما الذي كان يجب أن تفعله لمعالجة الآثار السالبة لقراره وطفق يتحدث عن أن أبواب وزارته مفتوحة أمام المصدرين للتفاكر والحوار وأنها ليست جزيرة معزولة عن مجلس الوزراء وتعمل وفق موجهاته وتخضع لرقابته ومحاسبته في (تلجة) أخيره يُلقي بها بين قدمي السيد حمدوك ليس إلا !
(برأيي) أن الوزير مدني مكانه الطبيعي أن يذهب حيث ذهب الوزير (أكرم) من قبل.
قبل ما أنسى: ـــ
(يا ولدي ما تشيل قدُر قُدُرتك) عبارة تعودناها منذُ الصغر من كبارنا عندما نُكابر ونُعاند بأداء مُهمة أكبر من مقدرتنا الجسدية والعقلية فنفشل في إنجازها فيُقالُ لنا يا ولدي ما تشيل قدر قُدُرتك ! فهل سمع بها الوزير مدني عبّاس؟
The post هل اقتربت إقالة مدني عباس؟.. بقلم العيكورة appeared first on السودان اليوم.