طفح على السطح من جديد صراع دبلوماسي ذو طابع أوروبي وإفريقي بعد قرار مجلس الأمن رقم 2524 والخاص بأنشاء البعثة السياسية الأممية “يونيتامس” حسب طلب رئيس الوزراء السوداني الإنتقالي عبدالله حمدوك لتقديم المساعدة الفنية للحكومة الإنتقالية وبناء السلام المنتظر توقيعه في جوبا حول من يترأس البعثة في السودان دون مراعاة للسيادة الوطنية .
وكان من أبرر المرشحين إلى منصب رئاسة البعثة السياسية الأممية بالسودان “يونتيامس” الدبلوماسي الفرنسي جان كريستوف بليارد بدعم من فرنسا والمانيا والدبلوماسي الأفريقي نيكولاس هايسوم المبعثوث لخاص للأمم المتحدة في السودان من جنوب افريقيا بدعم من الدول الأفريقية وبعض الدول العربية لانه ملم بالشان السوداني وخاصة مفاوضات السلام بين حكومة البشير والحركة الشعبية لتحرير السودان في كينيا .
ويرى الخبراء ان موافقة حمدوك على الدبلوماسي الفرنسي جان كريستوف بليارد من ضمن المرشحين لرئاسة البعثة انما يدل علي محاباة وان لحمدوك مخطط غربي لتنفيذه في السودان وله امكانية لأثارة الأسئلة بشأن السودان في الأمم المتحدة ، ودائماً يغرد خارج السرب ودون رضاء شركاء الفترة الإنتقالية وكأنه يريد تمرير اجندة لمصالح الحلفاء ولم يتعظ من الأخطاء الذي ارتكبها في ارسال خطاب لمجلس الأمن بشأن البعثة السياسية الأممية دون موافقة المكون العسكري والمدني لتقديم المساعدة الفنية.
ويؤكد الخبراء ان حمدوك يمكنه ان يتفق مع جهات في مجلس الأمن والدول الغربية بعدم اعتراض ترشيح الدبلوماسي الفرنسي حتي يكون وجهه مقبولاً عند الأمم المتحدة ويرمي الحمل علي من يرفض ترشيح الدبلوماسي الفرنسي على العسكريين في المجلس السيادي لانه يرغب في ان يتولى الفرنسي جان بليارد رئاسة البعثة ليفتح له ابواب الدعم المالي من الغربيين وخاصة ان بليارد قاد بعثتي تقييم للاتحاد الأوروبي للسودان وعمل على دفع بروكسل لدعم حمدوك في الأتحاد الأوربي .
ويعتقد الخبيرفي الدراسات الأستراتيجية دكتور عبدالمجيد ابوماجدة ان تحفظ بعض أعضاء من المجلس السيادي من العسكرين عن ترشيح الدبلوماسي الفرنسي جان بليارد واعتراض كل من روسيا والصين ترشيح الدبلوماسي الفرنسي سيتحول الصراع في رئاسة البعثة السياسية إلي صراع جديد قد يدفع الدبلوماسي الأفريقي نيكولاس هايسوم لتولي رئاسة البعثة السياسية في ظل المعطيات الجديدة .
يذكر ان مجلة “فورين بوليسي” التي تتخذ من واشنطن مقراً لها أشارت يوم الأربعاء الماضي ان روسيا والصين اعترضتا على تعين جان بليارد علي الرغم من الدعم الذي ابداه حمدوك بتولي البعثة السياسية.
صحيفة الوطن