ظهر المخلوع يوم امس بملابس سجن خمسة نجوم، (بردلوبة) أي نعم كما يطلقون عليها ولكن بدا واضحاً انها من قماش فاخر شديد البياض لا يشبه قلب الرجل الأسود الملطخ بالدماء .
حسناً لا بأس .. ارتدى الرجل زي السجن ، ووضع قلماً بغطاء أزرق في جيب القميص من الأعلى ، ليس قلم Bic بأي حال من الأحوال لأن دبوس القلم كان باللون الرمادي ..!! هل يعني لكم هذا شيئاً .
على كل وضع الرجل القلم بعناية في جيبه ، وهذا وضع طبيعي حيث يحتاج ان يكتب لهيئة الدفاع ملاحظة او معلومة او ان يكتب قصاصة يناولها لزملائه مصاصي الدماء نافع و طه .
ولكني كنت اتمنى من المخلوع وحين يعود الى زنزانته ان يجمع عدداً من الأوراق ويبدأ في كتابة مذكراته ، نعم ليته يفعلها ويكتب تاريخه ..؟؟ هل يستطيع الكتابة بنفس القلم الذي ظهر به امس ام انه يحتاج ان يعاد تعبئة القلم بالدماء ..؟؟
اعتقد ان لون ورائحة الدماء تروق له و ستنعش ذاكرته كثيراً ، نتمنى عليه ان لا يغفل شيئاً وليبدأ لنا منذ طفولته ذاك اليوم الذي أصاب فيه والدته بـ(يد الفندك) في قدمها بينما كانت تطارده لضربه ، فأصابها إصابة جسيمة استدعت هروبه من المنزل واحتمائه في بيت الجدة وذلك حسب ما روت والدته في حلقة بتلفزيون السودان.
ولينتقل بنا من طفولة حوش بانقا مروراً بالسقالة التي سقط منها وكسر سنه واللوري الذي كان يعمل به كمساري و وحل في الطريق و طرده السائق الى ذكرياته مع كل المهن التي امتهنها وطرد منها بسبب فشله فيها حسب حديثه .
ثم اذا امتلأت الاوراق أمامه نتمنى على ادارة السجن ان تمنحه اوراقاً اضافية (خلونا نبدي حسن النية ونقول انه ليست لديه مكاتبات واقلام واوراق وتعليمات ) ليكتب لنا عن اقدارنا وحظنا العاثر الذي جعله يحكمنا ثلاثين عاماً و جعل شيخه الترابي يقرر ان يضع الوطن رهينة عند صبي يومية فشل في حمل اناء به اسمنت لترميم جدار فسقط من السقالة ليضع السودان بين يديه ليبنيه و يرممه
اكتب لنا بهذا القلم عن عرابك الترابي حين قال انه لا يعرفك ولم يسمع بك الا قبيل اذاعة الانقلاب بساعات ، وكما قال الترابي في برنامج شاهد على العصر بقناة الجزيرة :(لا اعرفه ….انا لا اعرفه جيء به الينا …؟؟) .
ثم كانت المسرحية الهزلية اذهب الى السجن حبيساً وتذهب انت الى القصر رئيساً ، ثم عليه ان يتذكر البيان الأول الذي تحدث فيه عن الجوع والغلاء الفاحش واستشراء الفساد والمحسوبية وانهيار العملة وتغول الحركة الشعبية على حدود السودان الجنوبية ، هذا طبعاً قبل ان يفصل الجنوب هو وزمرته الضالة ويقبض الثمن .
ثم عليه ان يعرج على الشهيد مجدي و شهداء بورتسودان وشهداء ٢٨ رمضان وشهداء المعتقلات وبيوت الاشباح الدكتور علي فضل ، وشهداء معسكر العيلفون و تصفيات الطائرات الزبير / ابراهيم شمس الدين / وغيرهم وغيرهم .
ثم شهداء سبتمبر ٢٠١٣ وشهداء ديسمبر ٢٠١٨
خارج السور :
هل تحتاج الى قلم جديد …؟
صحيفة الانتباهة