خاص السودان اليوم:
فى ظرف بالغ التعقيد تمر به البلد نرى كثيرين يزايدون على الاخرين بموضوع الدين والتدين وهذا خطأ فادح اوقعت فيه الحكومة كل البلد وفتحت الباب واسعا لكل صاحب غرض ان يعمل على اثارة الفوضى وبث
الشائعات مما يؤدى حتما الى ضرر كبير سيعيش فيه الجميع ما لم يتجاوزوا هذه الحدة التى يواجهون بها بعضا .
التعديلات على القانون الجنائى و التى تم الاعلان عنها اخيرا كان من السهل التعامل معها كامر قانونى يتم التحاور حوله ومن لهم اعتراض يبينونه دون هذا الجدل الذى تطور الى اتهام وتصعيد وشحن للاجواء غير مبرر ،
وكل هذه التوترات انما حدثت نتيجة تحميل المواقف اكثر من ما تحتمل ، وان كانت المعارضة ستنتهز اى فرصة للنيل من الحكومة وهذا امر متوقع ومعروف فى دنيا السياسة فان اللوم فى جر البلد الى الفتنة يقع على الحكومة سواء باجرائها التعديلات فى هذا الظرف او الاعلان عنها بطريقة اقرب الى الانتصار السياسى مما يجعل الحكومة نفسها تعمل بعقلية المعارضة ، وكأن الوزراء وقادة الحرية والتغيير ما زالوا فى موقع المعارضة ويعملون بطريقة اركان النقاش والندوات
السياسية والحشد والحشد المضاد وهذا لا يليق بالحكومة وهى تدير البلد ككل وعليها ان لا تحشر نفسها فى زاوية ضيقة كما تفعل الان.
خطوة اخرى اتخذتها الحكومة وكأنها أرادت ان تشغل الناس بامر لتمضى هى فى صعيد اخر لاتريد ان ينتبه له احد وهذه الخطوة تمثلت فى عمل لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو واسترداد الاموال المنهوية ، فهذه اللجنة اثارت لغطا كبيرا سواء فى عملها او توصلها لقرارات وطريقة الاعلان عن هذه القرارات والردود التى صدرت عن بعض الذين صدرت بشأنهم قرارات وصودرت اعماهم أو تم الحجز عليها وايقافها ، وهؤلاء قالوا وبصوت عال ان هذا الامر لا سند قانونى له ، وانهم سيستردون حقوقهم المعتدى عليها من اللجنة ، وعبر القانون سيثبتون خطأ اللجنة ، وبالفعل تمكن البعض من اثبات خطأ قرارات اللجنة وبعضهم استعاد حقوقه واخرون يتابعون اجراءات سيرهم فى القضية ، نقول ان هذه اللجنة بطريقة عملها المثير للجدل كأنما جاءت اساسا لغرض شغل الناس وابعادهم عن امر يتم التخطيط له.
الحكومة سواء باعلانها عن التعديلات القانونية بطريقة مثيرة للجدل او طريقة عمل لجنة تفكيك النظام البائد واسترداد الاموال فكأنها تريد ان تصرف اهتمام الناس عن امر تخطط له اما ما هو هذا الشيئ فلن فلن نستطيع ان نقطع به .
يلزم ان تكون الحكومة واضحة مع شعبها وتبتعد عن اثارة الشبهات حول ما تقوم به والا فان الناس لن تثق فى اى امر تقوم به وستبقى فى نظرهم مخادعة وان كانت صادقة فى بعض المواضيع.
The post هل تريد الحكومة صرف الناس عن امر تخطط له؟ appeared first on السودان اليوم.