السودان اليوم:
هل تصدق عزيزي المواطن ان سبب اضطراب وعزوف الحكومة الانتقالية و مراوغتها و فشلها في تحديد موعد لامتحانات الشهادة السودانية يعود لخوفها من فصل الخريف …!!
هل تصدق أن مصير قرابة مليون طالب و طالبة و ملايين الاسر معلق ب (مطرة) ،..!!
الأمر لم يعد كورونا أو ضعف الإجراءات الاحترازية او قلة الإمكانات في مواجهة الوباء وإنما انتقل الأمر الى اسطوانة مشروخة جديدة اسمها الخريف …!!
بمعنى ان هؤلاء التلاميذ عليهم أن (يربعوا ) ايديهم و ينتظروا انقضاء شهر يوليو وأغسطس و سبتمبر ونصف اكتوبر ، لتصبح السماء صافية و ينتهي موسم الأمطار و ينتهي معها مستقبلهم الذي يشارف على انقضاء عامين دون انجاز يذكر .
الخريف نفسه ومع ظاهرة الاحتباس الحراري و تغير المناخ وقصر بعض الفصول وتطاول البعض ربما يمتد الى نهاية اكتوبر وبداية نوفمبر ولا عزاء للشهادة السودانية .
في كل العالم لا توجد حكومات توقف عجلة الحياة من أجل الامطار الا في السودان، وفي كل العالم تتواصل الحياة والحركة الدؤوبة مع اعتى الفيضانات والأعاصير ولا تتوقف الا حين يتحول الأمر الى كارثة طبيعية مثل التسونامي .
ان ما يثير الدهشة حقاً ان توضع السياسات حسب حجم السحب الرعدية، وان يجلس عباقرة التعليم وأجهزة الحكومة التنفيذية في انتظار (مطرة) ، ليقرروا بعدها في أمر امتحانات بدا واضحاً انهم يعانون فشلاً و رعباً من إقامتها .
ثم اين المشكلة …؟؟ هل في التأمين أم ترحيل الأوراق ام المدارس المتهالكة ..، حسناً لماذا لا يتم استغلال صالات الأفراح و صالات ارض المعارض بمعرض الخرطوم الدولي والدور الحكومية ، بالاضافة الى المدارس المهيأة لاقامة تلك الامتحانات .
حتى الولايات لماذا ان كانت المدارس آيلة للسقوط لماذا لا تتم إقامة الامتحانات في دور المؤتمر الوطني المصادرة و مباني المحليات والمؤسسات الولائية و القصور الباذخة لحكومات الولايات وحتى الأندية الرياضية و استادات كرة القدم …!!
لماذا لا يتم استغلال كل ذلك …!! اما ترحيل الامتحانات وتأمينها مع الطرق الوعرة والامطار والفيضانات (القاعدين في انتظارها ) هل يصعب على القوات المسلحة التي كانت تقاتل في احراش الجنوب وفي ظروف بيئية سيئة هل يصعب عليهم نقل وتأمين تلك الامتحانات …؟؟
ان (الزوغان) من تحديد موعد لامتحانات الشهادة هو نوع من انواع الفشل و تأجيلها اكثر من هذا بمثابة ( فشل ٣في واحد) .
خارج السور :
كفى عبثاً ….لا يوجد قرار مصيري توقفه مطرة.
The post حكومة المطرة.. بقلم سهير عبد الرحيم appeared first on السودان اليوم.