السودان اليوم:
التاريخ ليس بالضرورة أن يتفق معه كل الناس ولكن من الانصاف أن يبقى التاريخ تاريخاً صفحاته بعيدة عن الهوي السياسي فكل الذين حاولوا اعادة كتابة التاريخ ليوافق هواهم فشلوا وإن لم تكتبه أنت بصدق وتجرد كتبه آخرون غيرُك وهذا ما تسعي اليه بعضُ الاقلام هذه الايام من تغبش فترة حكومة الانقاذ بل وإنكارها بالكلية وحذفها من صفحات التاريخ السودانى وهذا ما سعى له الصادق المهدى إبان ذهاب حكومة نميري إثر إنتفاضة 1986م حتى قاده هذا الهوس لتغير العُملة الورقية للأن بها صُورة الرئيس نميري منهكاً بذلك الخزينة العامة للدولة ولكنه لم ينجح أن يُغير تاريخ تلك الحقبة وهذا ما يقودنا الى التأمل فى واقع بعضُ كتاب اليوم لا أقول الذين كانوا محسوبين على الانقاذ بل المناوئين لها تنشط كتاباتهم هذه الايام كلما ضاق الخناقُ على (قحت) و تعثرت حكومتها لا يحدثوننا عن إنجازاتها بل و نصحها لتصحيح المسار بل يقفزون الى إخفاقات حكومة الانقاذ حتى أقسم قائلهم بأن الوضع المعيشي سيكون أسوأ لو كانت الانقاذ باقية حتى يومنا هذا ولا أدري من أين جاء بهذه النبوءة الضيزي ، فكلما استفحلت أزمة هنا وهناك دلق حبر كثيرُ يذكرنا بسوءات الانقاذ وكأنهم يسعون الى تنشيط الذاكرة (حتي لا تنسوا يا جماعة) . والعجيب في الأمر أن من هؤلاء من كان يجلس في الصف الثانى من طائرة البشير في سفراته فلم يمنعه الحياء والرجولة على أضعف الايمان أن يصمت وينتظر حكم القضاء في ربائب نعمته القدامى وما أكثرها ولو نظر أحدهم الى شراك نعله ومنزله وعربته لتواري خجلاً عمّا سطره قلمه بالامس وما أجبرته اليه هذه الأيام الغبراء (دعني أعيش) من تغير الموجه وخلع الرداء . بعضهم جعل من مقالاته السابقة قرباناً يقدمه بين يدي القارئ كلما أراد أن (ينهش) في حكومة الانقاذ وأشار بزهوٍ الى كم مرة أعتقل و كم مرّة تعرض للمضايقات و كم مرة حجبت كتاباته عن النشر ! يا سيدي كلنا ما أكثر ما حجب لنا عن النشر أيام الانقاذ وإن كانت تلك بطولة فنحن أبطال أيضاً بهذا المعيار المُختّل ولكن لماذا يتباهى هؤلاء بمقال حجب هنا أو هناك فهل المقال يحجب حقيقة الكبري والطريق والجامعة والراجمة وغيرها من الصناعات العسكرية والمدنية فهذه الانجازات لم تدخل مع زعماء الانقاذ (كوبر) بل هى ملك لهذا الشعب حدثوهم عنها يا أخى (كلموهم) يُحافظوا على مُكتسباتهم طالما لم تضيف لها حكومة السيّد حمدوك شيئاً على الاقل فليحافظوا على القديم . الاقلام التى لا تملك شجاعة الكلمة وأمانتها عليها أن لا تمتهن التغبيش والتشويش على الحالة المأساوية التى يعيشها المواطن في معاشة فحتى مؤتمر (برلين) الاخير الذي حاولوا تزيينة أمام المواطن وجدوا أن المواطن قد إستبقهم اليه بالتحليل والارقام وخيبة الامل إذاً مع عالم الوسائط وتقنية المعلومات تبقى الحقيقة حقية سيبحث عنها الناس مهما (ردحوا) بسيئات الانقاذ . و صدقونى إذا خلا أحدهُم الى نفسه وواجه متطلبات أسرته ومعاشه اليومى لتمني أن تُعيده (قحت) لصفر الانقاذ ولكن لن يقولوها ، يُهمهمون بالعيشة (أم جنية) وكيلو اللحم أبو 250 جنية وكيلو العدس أبو 60 جنية ولكنهم لن يعترفوا و يحدثوننا أن الانقاذ لو بقيت لكان الحال أسوأ ! فيا كتابنا الأفاضل أنصفوا التاريخ ودوام الحال من المحال الانقاذ أنجزت؟ نعم ولكنها ليست كلها صواب و أخطأت ولكنها ليست كلها أخطاء والصادق ونميري كلهم أخطأوا في حق السودان ولكن هذا لا يعني أنهم عديمي الإيجابيات . وما يدعو للدهشة أن بعض هؤلاء الكتاب يستنكرون على كل من يُسطر كلمة حق (كرأي) في حق الحكومة السابقة فهو (مٌندّسْ) رغم أنهم يعبرون كباريها ويشربون من مائها ويستخدمون طرقه ويدرس أبنائهم في جامعاتها فهل رصف (حمدوك) متراً واحداً من الأسفلت؟ بل و ينعتونه (بالكوزنة) التى نجح الشيوعيين أن يجعلوا منها مسبّة يقودون بها القطعان على مختلف مشاربهم و مهنهم للاسف حتى بعض الأحزاب الإسلامية تلهثُ خلفهُم بلا وعي . لذا بعض المقالات يزداد عوائها كلما كتب منصف أو تعثرت (قحت) وخرجت الشوارع مُتذمّرة طارت هذه الاقلام المذعورة تُهزئ هذا يدلنا على مقالاته وذاك يحدثنا عن (كفوف) جهاز الامن التى نالها وثالث يتمختر بسجنه ، ولكن لا أحد يحدثنا عن الحلول للخروج من هذه الازمات المتناسلة و لا يقدم النصح لحكومة السيد حمدوك كالذي يعتب برجلة من الم أصاب (شلوفته) .
قبل ما أنسي :ـ
في زمن غابر كانت هناك عادة إندثرت وهى أن لا تري المرأة النفساء (رأس خروف) عقيقة وليدها وإذا حصل أن دخل به أحدٌ عليها في حين غفلة غطت وجهها (بالهبّابة) حتى لا تراهُ . وهذا ما تمارسه قحت وبعض كتابها يُغطون وجوههم عن رؤية رؤوس خرفان الانقاذ !
The post كلما تعثروا ذكرونا بالإنقاذ.. بقلم العيكورة appeared first on السودان اليوم.