البكا يحرروا أهلوا ، والقصد أن أهل المتوفي اذ يبكون فقيدهم بحرارة شاطرهم المعزين البكاء .. وهو مثل ينطبق على أي عمل أو مجهود جمعي ، ينبغي فيه علي أهل (الوجعة) ان يكونوا في مقدمة الحاضرين والداعمين معنويا وماديا .. ويقال ان احد زوار البيت الحرام عاد بعد اداء فريضة الحج ووزع الهدايا ( جلابيب و عمائم ) ، و نفدت الهدايا ولم يكن امامه من سبيل الا المصاحف ، فاهدى قريبه مصحفآ ، و بعد ان قبل المصحف شكره قائلا ( كلام الله ما بناباهو لكن الفيك اتعرفت ) ، و هكذا كان مؤتمر برلين مناسبة لنقول للبعض ( الفيكم اتعرفت ) .
عقد مؤتمر برلين في ظروف صعبة بسبب جائحة كرونا، وجاء نجاحه تأكيدا على تضامن المجتمع الدولي مع الحكومة الانتقالية والشعب السوداني ، وفي تقديري ليس مهما حجم المبلغ الذي أعلن عنه ، الاهم هو الحضور المميز والدعم السياسي الواضح ، وتجديد التزام المجتمع الدولي بالعمل على نجاح الفترة الانتقالية وتحقيق السلام والتحول الديمقراطي .
المؤتمر اكد على دعمه لرفع السودان من قائمة الدول الراعية للأرهاب ، باعتبار ذلك مدخلا لأصلاح الاقتصاد وتعهدت دول ومنظمات شاركت في المؤتمر على انجاح مبادرة اعفاء الديون وتأهيل السودان للدخول في مبادرة (الهيبك) .
ماحدث أحتفاء عالمي بالثورة السودانية و دعم سياسي كبير للحكومة الانتقالية يعزز فرص المضى قدما فى عملية السلام و اجراء الاصلاحات الهيكلية في الاقتصاد و في جهاز الدولة و الاستعداد للاندماج في الاقتصاد الاممي و العودة الى الاسرة الدولية.
الشعب السوداني و حكومته يثمنون و يقدرون الدور العظيم للمشاركين و الداعمين ، دعما كبيرا كان او قليلا، و لا عزاء لمن كانت امانيهم فشل مؤتمر المانحين ، و كنا نتمنى حضورا عربيا و افريقيا يليق بهم قبل ان نستحقه ، و مع ذلك الشكر اجزله للمشاركين الذين لم يقدموا شيئا ، فلكل حساباته و اجنداته ، لم نحزن للوجود العربي و الافريقي الضعيف ، و المساهمات العربية الهزيلة (تعطى الهدايا بقدر هاديها)، و لا عزاء لمن كانت تقديراتهم خاطئة بتوقع فشل مؤتمر برلين، و خابت آمال من كانوا يعملون على افشاله، فرجعوا يجرجرون اذيال الخيبة و العار.ي
التحية للسيد رئيس الوزراء و طاقمه و اعضاء حكومته على صبرهم الطويل ، و سعيهم الدؤوب لازاحة العقبات التي اقعدت بالبلاد ردحا من الزمان.. و مزيدا من الجهد لترتيب الاوضاع و تهيئة البلاد للاستفادة من هذه السانحة لاظهار الارادة السودانية وروح الثورة فى ترشيد الموارد و تعظيم الانتاج بالاعتماد على الذات.. و العمل على ترجمة هذا القبول بتحفيز الاستثمارات الاجنبية بعدالة و بشفافية ، مع منح افضلية للداعمين، و تشجيع رجال الاعمال الوطنيين للمساهمة في تعظيم الانتاج و تشغيل الشباب و الخريجين، و العمل على ادارة حوار موسع لاصلاح الاوضاع السياسية ، و الاجتماعية و تحسين معاش الناس، و العمل على ادارة العلاقات الخارجية بما يتفق مع مصالح البلاد العليا ، و لن ترتهن بلادنا لأى املاءات بمقابل او بغيره .
صحيفة الجريدة