منذ اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة وحتى الآن لم يسقط شعار السلمية ، كان وسيظل ، ذلك الشعار الذي يبدو انه بات سببا واضحاً لإنعاش مشاعر الحقد والكراهية عن المتربصين بالثورة ، الذين يجتهدون كثيرا لتغيير الصورة المألوفة والمشرفة لملامح الثورة السودانية ذات المعاني السامية والسلوك الرشيد ، سلوك فشلت فيه حتى الدول المتقدمة ، عندما خرجت في الشوارع تناهض العنصرية وترفع شعار المساواة لكنها لم تستطيع ان تحافظ على حقوق الغير وتخطت حواجز الحرية وتجاوزت تخوم الديمقراطية وادب التظاهر عندما عمت الشوارع حالة من الفوضى والتعدي على المحال التجارية على عكس ثورتنا التي منذ اندلاعها وحتى تحقيقها لمراميها لم تحدث في غضونها حالة من الرعب والفوضى والسرقة بل كانت سلمية تشع من قلوب شبابها مشاعر حقيقية ، ففي عز هتافها وصحوتها ونشوتها لم تدخل في حالة( سُكر التظاهر) الذي يفقدها وعيها بقيمة الوطن والمواطن .
وأعلنت الشركة السودانية للكهرباء، رفضها للاعتداء السافر على العاملين بها أثناء تأدية واجبهم في خدمه الوطن والمواطن، وأكدت على حماية منسوبيها بإتخاذ كافة الإجراءات والطرق المشروعة لاسترداد حقوق العاملين، ووجهت الإدارة القانونية بالشركة لمتابعة كافة مراحل التقاضي لإسترداد حقوق العاملين.
وتعرض أربعة من الفنيين التابعين لمكتب الفيحاء بشرق النيل إلى الإعتداء رشقاً بالحجارة من مجموعة متهورة من الشباب بالمنطقة، تسببت في إصابات جسدية بالغة وضرر نفسي مما تطلب إسعافهم وفتح بلاغ في قسم حلة كوكو وتحرير (أورنيك 8).
وأوضحت الشركة أن هذا الاعتداء له تاثيره السلبي على مختلف العاملين بالشركة، خاصة وأنهم يقومون بعملهم بكل تجرد ونكران ذات في هذا الظرف الصحي الذي يمر بالبلاد. وأكدت أنها ستدافع عن عامليها في كل المحافل في سبيل الحفاظ على حقوقهم.
ولكن الغريب في الأمر ان بعض مواقع التواصل الاجتماعي تداولت الخبر بالشجب والإدانة وهي تشير بأصابع الاتهام الي شباب الثورة وكأن كل من يخرج من بيته ويقصد الشارع للتعدي على الاخرين وهو دون الثلاثين يُحسب على الثورة وعلى لجان المقاومة.
الا يلاحظ الأغلبية ان سيناريو الإعتداءات اصبح يتكرر في الفترة الأخيرة بصورة مزعجة ، في محاولة واضحة لتلفيق الاتهامات الباطلة وتصوير الثوار بأنهم ماهم الا اداة للضرب والتخريب وإشاعة الفوضى.
والغريب ان هؤلاء يغضون الطرف عن إنجازات المقاومة شبه اليومية في قبض المهربين للدقيق والبنزين والأدوية في الأحياء والمناطق السكنية ، فشباب الثورة همهم الأول والأخير ليس الاعتداء والتخريب كما يروج البعض ويقوم بفبركة الحقائق وتدليسها ، همهم بناء وطن معافى كانوا ومازالوا يحلمون به ولا وقت لهم لارتكاب هذه الحماقات ، شباب يحمل قضية أكبر وأعمق هدفها تطهير الخرطوم من المتربصين بالثورة والاقتصاد من بقايا الفلول والمتسببين في اتساع رقعة الضائقة المعيشية.
والغريب في الأمر ان ادارة الكهرباء لم تفصح في بيانها عن من هم هؤلاء الشباب إن جاء هذا بقصد او بحسن نيه ولايمكن ان يكون استخدامها لكلمة شباب هو دليل مقنع وكافي لإدانة شباب الثورة الذين ينضوون تحت لواء لجان المقاومة ولكن يبدو ان سيناريو الترصد بتشويه صورة الثورة في عظم لجان المقاومة هو هم أكبر عند البعض وإعلام المخلوع الذي أصابه إلتواء في الفك الأسفل من تكرار عبارات فشل حكومة حمدوك ودمغ لجان المقاومة بالإشاعات التي تصورهم لنا كعصابات متفلته فالكهرباء ان أرادت إدانتهم فلتكن واضحة في بلاغها وفي بيانها.
فنحن ندين العنف بكافة أشكاله ونقف ضد تفشي ظاهرة الاعتداء على موظفي الدولة او الأطباء او غيرهم من شرائح المجتمع تلك الظاهرة الدخيله على وطننا وشعبنا لكننا بالمقابل نواجه حملة شرسة لصناعة الفتن وتسويقها وإشاعة اخبار التشويه والهدم وعندما تكتمل كافة اوجه الاتهام والإثبات تبقى المحاسبة بالقانون وليس بشن الحرب الكلامية عبر الوسائط التي لافائدة لها فإبل القافلة واردة ولايضيرها شي من كثرة النباح ..
طيف أخير
خليك بالبيت
صحيفةالجريدة