خاص السودان اليوم:
فيديو حاد اللهجة جدا تم تبادله قبل ايام فى وسائل التواصل الاجتماعى ويظهر فيه شباب من الجنسين وهم من العالقين فى مصر بسبب الازمة الصحية التى تعانى منها كل بلدان العالم .
الشباب غاضبون الى ابعد حد ، ويهتفون ضد الحكومة وبالذات وزير الصحة الدكتور اكرم على التوم الذى يأخذون عليه اعتراضه – كما قالوا – على اعادتهم للبلد ، وقد ظهر احد الشباب وهو يكيل السباب للسيد الوزير وللسفير السودانى فى ألقاهرة ويتهمه بالكذب .
الشاب الغاضب وبمساندة زملاءه وزميلاته وتأييدهم له وفى دقائق قليلة عرض أهم اشكال المعاناة التى قاسوها ، وقال ان فيهم من لايجد مايسد به رمقه ، ويمر اليوم واليومان دون ان ياكلون شيئا ، مبينا ان هناك مرضى جاؤوا للعلاج وتقطعت بهم السبل اذ انتهى مامعهم من مال واصبحوا لايتوفرون على قيمة الاكل والعلاج ، متحدثا عن كبار فى السن اعيتهم الحيلة وهدهم الجوع ، وقال ان هناك نساء جاءهن الموت وهن فى هذه الحالة وكانت امنيتهن ان يصلن الى اهلهن لكن الحكومة – بحسب كلامه – حالت بينهن وذلك ، والاقسى فى كلامه حديثه عن سودانيات يتعرضن للابتزاز والمساومة على شرفهن حتى يحصلن على ما يأكلنه ، وهذا كلام مؤلم جدا ولن يستطيع أى حر شريف محترم ان يتحمله .
ولم ينته الفيديو الصعب والمؤلم – على قصره – دون ان يهاجم سفيرنا فى القاهرة ويتهمه بالكذب وانه يضلل الرأى العام فى البلد بشان العالقين ويتسبب فى معاناتهم ويتحداه ان يبرز امامهم فى الميدان .
العالقون طالبوا باجلاء النساء والاطفال وكبار السن ، وتعهد الشباب ببداية رحلة العودة مشيا على الأقدام من مصر الى السودان ، وانهم لن يستأذنوا احدا كائنا من كان فى هذا الأمر ، متوعدين بالوصول الى الخرطوم والاعتصام فى الساحة العامة الى ان تتم اقالة وزير الصحة .
وايضا هاجم المتحدث فى الفيديو وبشدة الشباب السوداني بشكل عام لعدم احتجاجهم على الوضع المتردى الذى يمر به العالقون .
انها قضية انسانية فى المقام الاول ، ولابد من معالجة هذه الازمة وعدم تركها تستفحل بصورة اكبر من هذا ، كما لابد من تحقيق فورى فى حديث الشاب بالفيديو سواء عن امتهان كرامة السودانيات ، أو ما اسماه نفاق السفير بالقاهرة .
والان وقد تم اتخاذ القرار باعادة العالقين فى الخارج ، بل تم الشروع فعليا فى تنفيذ القرار فان جزء من الازمة تكون قد بدأت ترى الحل ولابد من الاشادة بالخطوة ، وإن راى البعض انها جاءت متأخرة فان تاتى متأخرا خيرا من ان لا تأتى مطلقا ، ولابد ان يعى العائدون جيدا ان الظروف معقدة فى البلد وعليهم الالتزام بالموجهات الصحية فهذا امر ضرورى لايمكن اغفاله ، ولنستفيد من تجاربنا ، اذ ان ما نحن فيه الان من وباء وبلاء كان جزء منه نتيجة التقدير الخاطئ والتعاطى السيئ لبعض القادمين من الخارج بداية الازمة مع التوجهيات الصحية وعدم تعامل البعض بمسؤولية مع هذا الأمر مما ترتب عليه دفعنا
ثمنا باهظا ، ولابد من التفات كل الأطراف لذلك و عدم غفلتهم حتى لانقع فى ذات الخطأ.
The post العالقون أزمة انسانية متعددة الزوايا appeared first on السودان اليوم.