غير مصنف --

محمد لطيف يكتب: سد النهضة .. أحلامنا وأوهام الحلاقيم المشروخة !

العنوان الذي صدّرنا به تحليل الأمس ..( سد النهضة .. فوائد مرجوة
ومخاطر مزعومة ) لا بد أن يعيد لأذهاننا القاعدة الفقهية التي تعكس
مفارقة مدهشة .. حماس أهل الباطل لباطلهم وتقاعس أهل الحق عن
حقهم .. فما زلت أجول خلال جلسة جمعتني مطلع الأسبوع بنخبة من
أهل الاختصاص والاهتمام بأمر سد النهضة .. بمبادرة من قيادة وزارة
الري والموارد المائية .. تحدث فيها الوزير البروفيسور ياسر عباس والخبير صالح حمد .. كما تحدث خبراء ومهتمون .. وكإعلامي فقد كان
موضوع الإعلام من المحطات المهمة التي توقفت عندها .. ولئن كان
تساؤل أحد الخبراء .. لعله الدكتور بابكر برسي من كلية الهندسة
جامعة الخرطوم .. فرصة لي لتقديم بعض الإيضاحات عن دور
الإعلام .. الغائب والمأمول .. فهو أيضا سانحة لنا جميعا لنعود الى تلك القاعدة التي أوردناها أعلاه .. فالمفارقة أنه في الوقت الذي نتعاطى فيه بحياء .. وبمحدودية غريبة مع فوائد سد النهضة على السودان .. فإن أهل الباطل .. وهم مروجو مخاطر السد على السودان.. تكاد تنشرخ حلاقيمهم .. بالهتاف والهياج ضد السد .. ولن أجد
حرجا في القول إن هؤلاء إنما يصرخون تحقيقا لمصالح دولة أخرى
.. لا مصالح وطنهم .. وأنا مسئول عما أقول ..!
واحدة من الحجج المهترئة التى يتكئ عليها أهل الباطل في النيل من
سد النهضة .. ترديدهم أن السد سينهار .. وأنه جيولوجي قائم على موقع معرض للزلازل .. وبالتالي فإن السودان كله بات تحت رحمة
السد .. وانتظار لحظة انهياره .. وهذا زعم مضحك بل وساذج ..
فابتداءً هل يعقل لمؤسسة مثل البنك الدولي أن يتعاطى مع مشروع دون أن يطمئن الى كل الجوانب الفنية والاقتصادية وحتى الاجتماعية
المرتبطة بذلك المشروع ..؟ بل هل يعقل أن دولاً بثقل وخبرة روسيا
والصين وغيرهما من الدول والمؤسسات ستقبل أن تضخ أموالا في
مشروع مهدد بالانهيار .. ولو بنسبة واحد في المائة فقط .. ؟ ودعك
من كل هذا .. هل يعقل أن تقدم دولة ما .. على هدر موارد ضخمة .. على محدوديتها .. وطاقات أضخم ودفع مواطنيها وحملهم وتحفيزهم
للإسهام المالي المباشر في مشروع مهدد بالانهيار خلال بضع سنوات.. كما يزعم أصحاب الحلاقيم المشروخة ..؟
ونعود إلى جلستنا وإلى المشروع وإلى فوائده على السودان .. ولعل واحدة من الإضاءات المهمة في تلك الجلسة .. ما طرحته البروفيسور إكرام محمد صالح من جامعة الزعيم الأزهري التي أطلقت قنبلة داوية بقولها .. إن أي حديث عن دولتي مصب يعتبر خيانة للسودان ..
شخصياً صعقت لهذه العبارة حتى استمعت لشرحها .. إن السودان لا
يمكن التعامل معه كمجرد متلقي للمياه فحسب .. فالسودان له إسهامه في الموارد المائية للنيل .. وبالتالي فمن حق السودان أن يعتبر من دول المنبع أيضا .. وقد وجدت في حديثها وجاهة ومنطقا تسنده الوقائع.. وهذا يعني أن على السودان السعي الجاد لتوظيف هذه الحقيقة لخدمة مصالح شعبه .. كان من الحضور الدكتور إبراهيم الأمين الطبيب ذو النشاط السياسي المعلوم والاهتمامات الاقتصادية الباهرة .. قلت للحضور إن لدكتور الأمين هذا سلسلة مؤلفات بعنوان السودان الأخضر .. طرح من خلالها سؤالاً جوهريا .. إذا كانت مصر تمتلك السد العالي كمشروع قومي حشدت حوله المصريين .. وإذا كانت أثيوبيا تحاول الآن حشد الإثيوبيين حول سد النهضة .. فماذا لدى السودان .. ؟ وأضفت إن كنا ندعم قيام سد النهضة .. فعلينا أن نخرج على الرأي العام بمشروعنا القومي .. الذي نسعى لحشد السودانيين حوله .. فماذا لدينا هنا ..؟
صدقوني.. تلك الجلسة كانت فيها إجابات مذهلة .. نقدمها.. لكم غداً.

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى