خاص السودان اليوم:
كثيرة هى الاحداث المثيرة فى بلادنا لكن ما تناقلته الاخبار – على فرض دقة النقل – عن تكريم مدير المخابرات فى العهد البائد الفريق صلاح قوش من قبل بعض الفعاليات بمدينة ودشريفى ريفى كسلا , يظل هذا الحدث هو الاكثر اثارة ، ومن المتوقع ان يثير تفاعلات عديدة على مختلف الاصعدة ، وقد لايقتصر ذلك على الداخل فقط وانما تتحرك بعض الجهات الخارجية على اثر ماجرى بود شريفى وترتب لحدث مماثل فى مكان آخر مختلف وما قد يعقب ذلك من تداعيات هنا وهناك ،
دعونا اولا نقرأ الخبر المثير فى حد ذاته ، يقول الخبر :
شهدت مدينة ودشريفي بمحلية ريفي كسلا يوم الثلاثاء حدثاً استثنائياً غير مسبوق منذ التغيير حيث تدافع شباب من مختلف مكونات شرق السودان لتكريم الفريق أول صلاح قوش، وتسليمه وثيقة عهد وميثاق تؤكد تمسكهم الكامل به بوصفه أحد صناع التغيير في البلاد.
وامتدح متحدثو الحفل الجهود الكبيرة التي بذلها قوش من أجل البلاد، واعتبروا انه كان الأكثر تأثيرا في ثورة ديسمبر من واقع تخطيطه الدقيق وقراءته الاحترافية لواقع البلاد التي كانت تتجه وقتها نحو الهاوية ، وهو الأمر الذي دفعه الي وضع مصلحة السودان نصب عينيه واختار أن يقف الي حيث الحق والمنطق فساند الشارع المنتفض الثائر
المتحدثون كشفوا عن مبادلتهم قوش الوفاء لصنيعه الذي جنب البلاد أنهار الدماء وذلك حينما انحاز للثورة ورفض تنفيذ تعليمات الرئيس المخلوع ووضع حداً لإستمرار حكمه ووقوفه بجانب الثوار.
انتهى الخبر ونقول ان الأنباء عن مساندة قوش للتغيير اتت من اكثر من جهة ، وشهادة السيد الصادق المهدى فى هذا الأمر التى أدلى بها لقناة اسكاى نيوز تقول ان مواجهة وقعت امامه بين قوش واحمد هارون بحضور القيادى البعثى الأستاذ محمد وداعة واخرين ، وفى هذه الاجتماع نقل لهم أحمد هارون نية البشير ان يتم فض الاعتصام بالقوة وإن الجيش والقوة الأمنية ستنفذ ذلك يوم 11 أو 12 أبريل فقال له قوش هذا لن يحدث مطلقا وتلاسنا وذهب هارون غاضبا شاكيا للرئيس الذى عزل قوش وكلف عبد الرحيم محمد حسين بادارة الجهاز
لكن قوش كان اسرع اذ اجتمع من فوره باللجنة الأمنية برئاسة الفريق ابن عوف التى قررت الاطاحة بالبشير وتم اعتقاله وعبد الرحيم وتم التغيير .
المناهضون لقوش يرون فيه احد اوجه الظلم والفساد التى يمثلها النظام البائد ، ويعتبرونه مسؤولا بشكل اساسى عن عشرات الضحايا الذين سقطوا بنيران البشير واجهزته القمعية ، ومئات المظالم التى وقعت على الناس فى فترات رئاسته للجهاز الباطش ويعتبرون ان
هذه الادوار التى تنسب له فى التغيير لا تشفع له ولن تعفيه من العقوبة ولابد من محاكمته كغيره من المجرمين.
The post قوش .. تكريم ام تجريم appeared first on السودان اليوم.