السودان اليوم:
إثنان وعشرون تهمة تتعلق بجرائم ضد الإنسانية منها القتل، النقل القسري، الاغتصاب، الاضطهاد، التعذيب، فرض السجن أو الحرمان الشديد من الحرية وثمان وعشرون تهمة تتعلق بجرائم حرب منها القتل وشن هجمات على السكان والاغتصاب والاعتداء على كرامة الأشخاص والنهب وتدمير الممتلكات.. كل هذه الاتهامات صدرت من الدائرة الابتدائية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية بتاريخ 27 ابريل2007 مذكرة الاتهامات هذه… الغرض منها القبض على أحمد هارون وعلى كوشيب..
علي محمد علي عبد الرحمن… الملقب (بعلي كوشيب) في عهد الحكومة السابقة ومنذ أن أوردته المحكمة. الجنائية مطلوبا لها، ظل حرا طليقا في الخرطوم ويتحرك هنا وهناك بحماية من الدولة السابقة التي لم تعترف بالمحكمة الدولية، فمجرد سقوط البشير أحس كوشيب بالخطر في ظل دولة جديدة ونظام جديد يضعه في (البلاك لست) فليس له إلا خيارين… أما التخفي… أو المقاومة، فلبس طاقية التخفي واخر جهة تخفي فيها هي منطقة رهيد البردي ويبدو أن هذا الخيار لم يستمر فيه فاختار الخيار الثاني وقاد قوة صغيرة من المقربين له وأنصاره وذهب إلى حدودنا مع أفريقيا الوسطى ليجد له موطئ قدم، وقد ذكر بعض الناشطين ذلك ونبهوا لخطورة وضعه العسكري في هذه المناطق…
الخطوة التي فعلها كوشيب بقيادته لقوات صغيرة وذهابه لحدودنا مع أفريقيا الوسطى هي خطوة متهورة جعلته فريسة سهلة للقبض عليه … الأنباء ذكرت أن كوشيب سلم نفسه.. ويبدو أن ليلة القبض على كوشيب تمت بخطة مرتبة والدليل على ذلك ماورد من أخبار أن السيد بيتر لويس رئيس سجل المحكمة الدولية قدم شكره إلى وزير العدل بجمهورية أفريقيا الوسطى وإلى الجمهورية الفرنسية وجمهورية تشاد إضافة إلى قيادة بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في افريقيا الوسطى لدعمهم للمحكمة وتعاونهم في تسليم كوشيب…
ليلة القبض على كوشيب هي ليال سوف تتكرر للقبض على الآخرين وتسليمهم إلى لاهاي… ليلة القبض على كوشيب يفتح شهية المحكمة الدولية لالتقام ماتبقى من مطلوبين، ليلة القبض على كوشيب تعني أن المحكمة الدولية امتلكت زمام المبادرة في تنفيذ ماتريد من السودان، ليلة القبض على كوشيب سوف تكون لها مابعدها لأن التحقيق مع كوشيب سيجر آخرين سوف تطالهم مذكرات إتهام تتوالى تباعا… بغرض القبض عليهم منهم جنرالات ربما يكونون في الخدمة أو تقاعدوا ومدنيين وسياسيين من العهد السابق ، ليلة القبض على كوشيب سوف تكون الحلقة الأولى في بث مسلسل كشف المستور… في حرب دارفور…. وسوف تكون ترتيب لعمل حلقات أخرى من مسلسل آخر وتدويل آخر لقضايانا الداخلية مثل جريمة فض الاعتصام إلا إذا (كرب نبيل اديب قاشو) وأفصح عن طلاسمها بشفافية… وإن لم يحدث سوف تتدخل المحكمة الدولية في الأمر…. إذن تشبكت خيوط العدل الدولية في الشأن السوداني بقوة …( شبكة)…. يحلنا منها (الحلا بله)!.
The post ليلة القبض على كوشيب.. بقلم ياسر الفادني appeared first on السودان اليوم.