خاص السودان اليوم:
فى كل الدنيا هناك اهتمام خاص تحظى به شريحة المعاشيين سواء من قبل الدولة أو المجتمع بشكل عام ، وينظر اليهم الناس بانهم يستحقون التكريم وزيادة الاهتمام بهم فهم قد افنوا حياتهم فى العمل واسهموا فى بناء الوطن والان وقد عجزوا ولم يعد بمقدورهم العمل كما كان من قبل وتقاعدوا فانهم يستحقون الوقوف الى جانبهم وتسهيل اوضاعهم وتقديم الخدمة لهم بما يتناسب مع الوضع العام فى البلد فينبغى ان يحظوا بتحسين الاجور كما غيرهم ، وينالوا المنح فى المناسبات والاعياد كما يتم لسواهم ، هذا ما يلزم ان يحظى به قطاع المعاشات وان يتم الاهتمام بالمعاشيين كما ينبغى لا التجاهل والاهمال والظلم الذى يتعرضون له الان بكل اسف ، وقد عايش الناس مدى الظلم الذى وقع على هذه الشريحة أيام النظام البائد والوعود الكاذبة التى كان يطلقها الرئيس المخلوع فى كل مناسبة متحدثا عن تحسين المعاشات وتقديم التسهيلات للمعاشيين فى خدمات العلاج وغيرها من الضروريات ، والان وقد سقط الطاغية وتغير نظامه وجاءت حكومة الثورة رافعة شعار الحرية والسلام والعدالة فإن المأمول فيها والمرجو منها كان الاهتمام بالمعاشيين وتقديرهم وتكريمهم لا تجاهلهم وعدم الوفاء لهم ، وهذا ما ظهر بوضوح فى القرار الحكومى برفع المرتبات اذ ان المعاشيين لم ينالوا هذا الامتياز مع بقية الموظفين مع أنهم موظفون عموميون يستحقون ان تزاد معاشاتهم الضعيفة أصلا والتى لاتكفى لجزء بسيط جدا من احتياجاتهم الاساسية ناهيك عن الوفاء بهذه الضروريات ، وحتى المنحة السنوية التى اعتاد المعاشيون تلقيها فى العيد – على قلتها وعدم كفايتها لتغطية احتياج بسيط – فانها لم تصلهم هذه المرة ، وكان النظام البائد يدفعها لهم لكن حكومة الثورة تراخت عن الوفاء بهذا القليل وسقطت فى الاختبار وهذا مايلزم ان يتم الالتفات له واصلاح الخطأ بدلا عن غض الطرف عنه والاستمرار فيه ، ومن المهم الاشارة الى ان اللجنة التى شكلتها الحكومة لدراسة تحسين المعاشات لم تنصف هذه الفئة الهامة من المجتمع اذ رات ان تزيدهم مبلغا ضئيلا لايتناسب بتاتا مع الزيادات فى رواتب العمال ولا غول السوق الشرس الذى يلتهم أضعاف أضعاف هذه الزيادات فى يوم واحد ، وحتى هذه الزيادة التى تم اقرارها لم تف بها الحكومة اذ جاءت معاشات مايو دون زيادة مما يعنى ان الحكومة لم تنفذ حتى توصية اللجنة التى شكلتها بنفسها وهذا ظلم آخر يقع على المعاشيين اضافة الى ظلم عدم زيادة استحقاقاتهم بمستوى مناسب.
على حكومة الثورة ان ترفع فورا استحقاقات المعاشيين الى الحد المعقول فلا ينتظر منها احد ان تضاعفها بنفس النسبة التى ضاعفت بها نسبة مرتبات العاملين فى الدولة ، ومن الضرورى اهتمام الدولة بعلاج المعاشيين وان يحظوا بتلقى الخدمة العلاجية مجانا فى أفضل مستشفيات البلد وينالوا الدواء الذى يحتاجونه وتتولى الدولة تحمل التكاليف ، كما يلزم الاسراع فى تكوين الجمعيات التعاونية وتقديم الخدمات فى هذا الجانب فورا الى قطاع المعاشيين قبل غيرهم وان لا يتم تجاهلهم فى برنامج سلعتى المقترح .
احترامنا للمعاشيين احترام لانفسنا واهتمامنا بهم اهتمام بشريحة مهمة فى المجتمع ، ولابد من الاستماع الى صراخهم والاستجابة لهم فورا لا تجاهلهم وعدم تنفيذ مطالبهم .
The post المعاشيون ..لا انصاف لهم ولاهتمام بهم appeared first on السودان اليوم.