فضيحة إعلامية كُبرى وعلى الهواء مباشرةً، نقلها التلفزيون المصري من داخل الاجتماع الوطني في القصر الرئاسي برئاسة الجمهورية المصرية وبحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
الاجتماع كان مخصصاً لمناقشة مسألة سد النهضة.. أحد أعضاء الحكومة اقترح قائلاً: يجب أن نسرِّب شائعات انه عندنا طائرات تستطيع ضرب إثيوبيا، ثم اقترح أحد الوزراء قائلاً: بل نهددهم بأننا من الممكن ان نفتح معبر رفح لنقل البضائع، رئيس أحد الأحزاب قال: بل يمكننا أن نضرب إسفيناً ما بين القبائل الإثيوبية ونعمل على إثارة النعرات وتأجيج الصراع الداخلي في إثيوبيا..!
تلك المُؤامرات والفضائح والمداولات كانت على الهواء مُباشرةً، لم ينتبه لها إلا المخرج ليرسل قصاصة ورقية لوزير الإعلام فيتم قطع الإرسال فوراً..!!
حسناً، هذا الحديث ليس من بنات أفكاري، بل هو حديث الإعلامية المصرية منى الشاذلي في برنامجها (جملة مفيدة) على فضائية mbc مصر، والبرنامج موجود على اليوتيوب لمن أراد الاطلاع عليه، حيث ناقشت تلك الفضيحة بالتفاصيل الدقيقة..!!
ما يهمنا الآن في هذا الأمر ليس المُؤامرات والدسائس التي تٌحيكها مصر تجاه إثيوبيا، فمصر بلد الدسائس ووطن المُؤامرات وأخصائية زراعة الفتن وتفخيخ العلاقات بين الدول..!!
بلد لم تكن أمينة حتى على رئيس جمهوريتها الشرعي، فانقلبت عليه في رابعة النهار وأردته قتيلاً في ظروف وفاة يدور حولها الكثير من اللغط..!!
أقول إننا لا يهمنا التآمر المصري، فتلك بضاعتهم الرائجة، وإثيوبيا التي تمضي بخطىً واثقة من نجاح لنجاحٍ، قادرة على الدفاع عن نفسها.. ولكن ما يهمنا المؤامرات والفتن التي تُحيكها المخابرات المصرية على طول الحدود السودانية – الإثيوبية وتغذيتها للصراع في منطقة الفشقة..!!
لقد كُنا ومازلنا نعول على فطنة آبي احمد في تفويت الفرصة على المصريين عن طريق كبح جماح المليشيات الإثيوبية المتفلتة، والتي بدا واضحاً أنّها تجد دعماً بأسلحة ثقيلة نوعاً ما، ولا نستثني هنا بعض الأيادي الخبيثة في منظومة الجيش الإثيوبي التي تقدم دعماً بدا واضحاً أيضاً أنّه مدفوع القيمة..!!
إن على، آبي احمد أن يبادر بتقديم المُتورِّطين والمتواطئين مع تلك المليشيات لمحاكمات رادعة، لأن هؤلاء يعبثون بأمن واستقرار واقتصاد إثيوبيا قبل أن يعبثوا بالأراضي السودانية..!!
كما أعتقد أن الجيش السوداني لن يجد كثير مشقة في حسم تلك المجموعات من الأمهرا، خاصة أن الحدود البرية بين البلدين حوالي (260) كم، منها (165) بعمق (9) كلم داخل الحدود السودانية، ولكن على، آبي احمد التقاط القفاز وحسم الأمر قبلاً، فأيِّ سُوء في العلاقات ليس من مصلحة البلدين، ولا من مصلحة ملف سد النهضة. كما أنّ أم المصائب هي المستفيد الأكبر من أي صراع سوداني – إثيوبي..!!
إننا في السودان نكن كل الحُب والود للشعب الإثيوبي، ونثق بأنهم يبادلونا ذات الود والتقدير، على الأقل أن الإثيوبيين قوم جبلوا على المحبة والتأدب والرقي في التعامُل مع الشعوب الأخرى.
خارج السور:
أعجبتني وبشدة تصريحات البرهان وقيادات الجيش في أنهم جاهزون لحماية الأراضي السودانية وحفظ حقوق المزارعين السودانيين في الفشقة، تمنيت سماع تصريحات مماثلة عن حلايب..!
حلايب سودانية
نقلاً عن الانتباهة اون لاين
صحيفة الانتباهة