أفادت متابعات السوق أن الجنيه السوداني واصل، خلال تعاملات اليوم الأحد 28 ديسمبر 2025م، تداوله عند مستويات تعكس ضعفًا هيكليًا متزايدًا، مع استقرار نسبي في السوق الموازي صاحبه ارتفاع طفيف في بعض العملات الأجنبية، وسط استمرار شح السيولة واتساع الفجوة بين أسعار البيع والشراء.
وبحسب متعاملين، استقر سعر الدولار الأمريكي عند نحو 3665 جنيهًا للشراء مقابل 3750 جنيهًا للبيع، فيما بلغ سعر بيع الريال السعودي قرابة 1000 جنيه، وسجل الدرهم الإماراتي أكثر من 1021 جنيهًا. كما تجاوز سعر اليورو 4410 جنيهات، بينما تخطى الجنيه الإسترليني حاجز 5060 جنيهًا، في مؤشر على بقاء الجنيه السوداني عند قاع تاريخي رغم ما يوصف بـ”الثبات السطحي”.
استقرار يخفي ضغوطًا
ويرى متعاملون أن هذا الاستقرار النسبي لا يعكس تحسنًا فعليًا في وضع العملة المحلية، بل يخفي نشاطًا متزايدًا للمضاربات، خاصة مع اقتراب موسم رمضان وبدء المستوردين في تكوين مخزونات السلع الأساسية، الأمر الذي يرفع الطلب على النقد الأجنبي ويزيد من علاوة المخاطر في السوق غير الرسمية.
عوامل ممتدة منذ الحرب
وتأتي هذه التطورات في ظل تداعيات اقتصادية مستمرة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، شملت تراجع الإنتاج، وتعطل سلاسل الإمداد، وانخفاض التحويلات الخارجية، إلى جانب اتساع الاعتماد على القنوات غير الرسمية لتوفير العملات الأجنبية، مع تراجع دور الجهاز المصرفي في ضبط سوق الصرف.
نظرة مستقبلية
ويحذر مراقبون من أن الجنيه السوداني قد يظل تحت الضغط خلال الفترة المقبلة، ما لم تُتخذ إجراءات اقتصادية ونقدية فعالة تعيد الثقة للنظام المصرفي، وتحد من توسع السوق الموازي، وتدعم تدفقات النقد الأجنبي عبر القنوات الرسمية.

