أفادت مصادر سياسية أن القيادي بالكتلة الديمقراطية مبارك أردول وجّه انتقادات حادة إلى الأطراف التي رفضت مقترح الهدنة المقدم من الآلية الرباعية، مؤكداً أن هذه الجهات لم تقدّم حتى الآن أي توضيحات مقنعة بشأن ما جرى في بابنوسة ودرموت، رغم تصاعد الأسئلة حول تلك الأحداث.
وأشار أردول، في تدوينة على منصة “إكس”، إلى أن الأطراف ذاتها لم تستجب لدعوة القائد العام للجيش لكل من يستطيع حمل السلاح بالتوجه إلى ميادين القتال، معتبراً ذلك تضارباً في المواقف بين الخطاب السياسي والواقع الميداني.
تفاصيل الخطة الرباعية ومسار الرفض الحكومي
في الثاني عشر من سبتمبر، قدمت المجموعة الرباعية – التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات – مقترح هدنة إنسانية لثلاثة أشهر تُمهّد لوقف دائم لإطلاق النار ومسار انتقالي مدته تسعة أشهر يقود إلى سلطة مدنية مستقلة. وفي حين أعلنت قوات الدعم السريع قبولها بالمقترح في السادس من نوفمبر، تمسكت الحكومة السودانية برؤيتها التي سبق أن أودعتها لدى الأمم المتحدة في فبراير، متضمنة شروطها وملاحظاتها على عملية السلام.
مصادر مطلعة أكدت أن الوثيقة التي رفضها رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان – والمعروفة إعلامياً بـ“ورقة بولس” – تضمنت مقترحات متعلقة بإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية ومستقبل الأجهزة الأمنية، وهو ما اعتبرته القيادة العسكرية محاولة لتفكيك الجيش وشرعنة مليشيا الدعم السريع.
البرهان: “أسوأ ورقة قُدمت”
البرهان وصف مقترحات بولس بأنها “أسوأ ورقة يتم تقديمها”، مشدداً على ضرورة الالتزام بخارطة الطريق التي قدمها مجلس السيادة، ومتهماً اللجنة الرباعية بـ عدم الحياد في تناول الملف السوداني. في المقابل، قال مسعد بولس إن واشنطن قدمت خطة “قوية ومباشرة” لإنهاء الحرب، لكن الجيش والدعم السريع لم يوقعا عليها بشكل نهائي، رغم إشارات سابقة بالقبول المشروط.
ملامح خطة واشنطن لإعادة تشكيل الدولة
الخطة الأميركية – بحسب التسريبات – تقترح إعادة بناء الجيش السوداني كقوة مهنية موحدة خاضعة لسلطة مدنية، مع تفكيك الأجهزة الأمنية الموازية ونزع السلاح من الجماعات غير النظامية. وتتضمن ترتيبات لعودة اللاجئين وتعويض المتضررين، وإنشاء لجنة مشتركة لوقف النار بإشراف دولي، إضافة إلى آليات للعدالة الانتقالية ومحاكم خاصة لمعالجة الانتهاكات.
انقسام متصاعد ومشهد ضبابي
تصريحات أردول تعكس عمق الانقسام حول مستقبل الهدنة والحل السياسي في السودان، فيما يبقى ملف بابنوسة ودرموت أحد أبرز الأسئلة التي تضغط على الأطراف المتصارعة، وسط غياب تفسير واضح لما جرى هناك، وتضارب الروايات بين الجهات الرسمية والميدانية.






