أفادت مصادر اقتصادية موثوقة ، بحدوث قفزة غير مسبوقة في سعر صرف الدولار الأمريكي بالسوق الموازي في السودان، إذ تراوح السعر اليوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 بين 3700 و3800 جنيه سوداني، في ارتفاع وصفه الخبراء بـ«الانهيار التاريخي» لقيمة العملة الوطنية.
ويأتي هذا الصعود المفاجئ وسط شلل اقتصادي شبه كامل، وغياب واضح لدور السلطات النقدية في ضبط السوق، ما فاقم الأوضاع المعيشية وأشعل أسعار السلع الأساسية. ووفق المعلومات التي حصل عليها ” الراي السوداني” ، تفاوتت الأسعار بشكل ملحوظ بين مدن الخرطوم وبورتسودان بفارق تجاوز 100 جنيه في بعض المناطق.
في المقابل، بلغت أسعار العملات الأجنبية الأخرى مستويات قياسية؛ حيث سجل الريال السعودي نحو 986 جنيهاً، بينما وصل الدرهم الإماراتي إلى 1008 جنيهات، واليورو إلى أكثر من 4300 جنيه. كما تخطى الجنيه الإسترليني حاجز 4900 جنيه، في حين بلغ الجنيه المصري نحو 78 جنيهاً في السوق الموازية.
وبحسب تقديرات المحللين، فقد فقد الجنيه السوداني أكثر من 560% من قيمته منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، لتصبح الأوضاع النقدية «الأضعف في تاريخ البلاد الحديث»، وسط توقعات بمزيد من الانخفاض في حال استمرار غياب الاستقرار السياسي والاقتصادي.
ويرى خبراء أن استمرار هذا المسار قد يدفع البلاد نحو «مرحلة تضخم مفرط» يصعب السيطرة عليها دون تدخلات عاجلة في السياسة النقدية وتدفقات نقدية خارجية لدعم الاحتياطي.
