أفادت مصادر مطلعة أن منتدى وطنيًا استثنائيًا عُقد بمدينة بورتسودان توصل إلى رؤية استراتيجية من شأنها إحداث تحول جذري في نظام الرعاية الصحية بالسودان، وسط حضور رفيع لممثلين عن الحكومة والمنظمات الدولية. المنتدى، الذي استمر ليومين، شكل تتويجًا لتحركات متسارعة تهدف إلى إنقاذ القطاع الصحي، وسط تحديات متفاقمة بفعل النزوح والصراعات.
المنتدى، الذي انعقد تحت شعار “شراكة فعالة؛ جسر الصحة من الاستجابة نحو التعافي والاستدامة”، شهد مشاركة رئيس الوزراء د. كامل إدريس، ووزير الصحة د. هيثم محمد إبراهيم، إلى جانب ممثلين من وزارات سيادية ومنظمات دولية كبرى، بحثوا خلال جلسات مغلقة سبل إعادة هيكلة قطاع الصحة بما يتماشى مع المعايير العالمية والاستجابة الإنسانية.
وفق معلومات حصلت عليها “الراي السوداني”، خلصت الجلسات إلى سلسلة توصيات وصفت بـ”التحولية”، أبرزها:
- إعادة هيكلة منصات التنسيق لتكون أكثر شفافية وفاعلية.
- تعزيز الشراكة الذكية مع القطاع الخاص في تقديم الخدمات.
- تفعيل نماذج التمويل المبتكرة والتحول الرقمي باستخدام الذكاء الاصطناعي.
- دمج جهود الإغاثة والتنمية ضمن إطار وطني موحد، يربط بين الصحة والتعليم وسبل كسب العيش.
- توسيع التغطية بالخدمات الصحية الأساسية، خاصة في المناطق النائية والمجتمعات المتأثرة بالنزوح.
وأكد وزير الصحة د. هيثم خلال الجلسة الختامية التزام وزارته الكامل بتنفيذ التوصيات، معلنًا عن عودة دورية للمنتدى كل 3 أشهر بدءًا من يناير 2026. وقد تم تكريمه من قِبل المشاركين اعترافًا بجهوده الإصلاحية.

وفي سياق متصل، كشفت وزيرة الدولة بوزارة الموارد البشرية، سليمى إسحق، أن برنامج الرعاية الصحية الأولية سيكون محورًا رئيسيًا لدعم المجتمعات، مع تأكيدات بدعم رسمي واسع له.
من جانبه، صرّح وكيل وزارة الخارجية بالنيابة، السفير أحمد يوسف، أن الوزارة باشرت اتصالات مكثفة مع منظمات دولية رفعت بالفعل حجم مساهماتها، فيما تستعد أخرى لعقد اجتماعات مباشرة مع وزير الصحة لمناقشة آليات الدعم.
وبحسب د. آلاء الطيب مدثر، مديرة الصحة الدولية، فإن التوصيات المعتمدة تمثل بداية مرحلة جديدة قد تُحدث نقلة نوعية في الأداء الصحي، حال توفرت الإرادة السياسية والدعم الدولي اللازم.
المنتدى، الذي جاء في توقيت بالغ الحساسية، يضع السودان على أعتاب تحول صحي شامل، وسط إشارات متزايدة بتوجه استثماري نحو التكنولوجيا الطبية، والتكامل بين الشركاء المحليين والدوليين.









