شهدت مدينة كسلا، شرقي السودان، يوم الأربعاء، واحدة من أكبر الجنازات في تاريخها الحديث، بعد أن أفادت مصادر محلية بتشييع الآلاف لجثمان ناظر عموم قبائل الحلنقة، الشيخ مراد جعفر شكيلاي، الذي وُري الثرى في مقابر الحسن والحسين وسط حضور رسمي وشعبي كثيف، وصفته مشاهد مصورة بأنه “استثنائي وغير مسبوق”.
ووفق معلومات حصل عليها “الراي السوداني “، فقد تقدّم والي ولاية كسلا، اللواء (م) الصادق الأزرق، مراسم التشييع، برفقة عدد من أعضاء حكومته وزعماء الإدارات الأهلية والقيادات المجتمعية، في مشهد يؤكد حجم التأثير الذي تركه الراحل في الحياة العامة، لا سيما في ملفيّ المصالحات القبلية والسلم الأهلي.
وامتلأت الشوارع المؤدية إلى المقبرة بجماهير غفيرة، حيث وثقت مقاطع متداولة تكدس المركبات وتزاحم الحشود، في مشهد نادر يعكس حجم المحبة الشعبية والتقدير للشيخ شكيلاي، الذي عُرف لعقود بصفاته القيادية ودوره البارز في حل النزاعات وتعزيز التماسك المجتمعي بشرق السودان.
المتحدثون في مراسم التأبين أشاروا إلى أن الراحل لم يكن مجرد زعيم قبلي، بل مرجعية وطنية في الحكمة والحنكة السياسية والاجتماعية، إذ لعب دوراً محورياً في تهدئة الأوضاع خلال فترات التوتر، ونجح في جمع الفرقاء على طاولة الحوار مرات عديدة، ما جعله محل احترام من مختلف مكونات المجتمع السوداني.
وبوفاته، يخسر السودان أحد أبرز أعمدة الإدارة الأهلية، في وقت يتزايد فيه الرهان على الحكماء والعقلاء للحفاظ على النسيج الوطني والتوازن الاجتماعي.
