بورتسودان، ـ الراى السوداني ـ أدانت حكومة السودان بأشد العبارات العدوان الإرهابي الآثم الذي استهدف مسجد حي الدرجة بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، والذي أودى بحياة سبعين شخصاً بينهم أطفال ونساء، وجرح عدد آخر من المصلين المدنيين، بالإضافة إلى تدمير أجزاء كبيرة من المسجد، في جريمة وصفتها الحكومة بأنها انتهاك صارخ لكل الأعراف الدينية والمواثيق الدولية التي تحمي دور العبادة والمدنيين.
وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان رسمي الجمعة نشره مكتب الناطق الرسمي وإدارة الإعلام إن مليشيا آل دقلو الإرهابية تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا العمل الإجرامي، مشيرة إلى أن الحادث يأتي ضمن سلسلة من الانتهاكات المٌمنهجة التي تمارسها هذه المليشيا ضد المدنيين والبنى التحتية والمرافق الدينية والصحية والتعليمية.
وأكد البيان أن استهداف أماكن العبادة وقتل الأبرياء يمثل سمة مميزة للجماعات الإرهابية، التي حاربتها جهود الأسرة الدولية على مدى سنوات. وأشار إلى أن تمادي المليشيا في ارتكاب هذه الجرائم هو نتيجة مباشرة لتراخي المجتمع الدولي حيال جرائمها غير المسبوقة، وتغاضيه عن انتهاكها لقرارات الشرعية الدولية، وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 2736 الصادر في 13 يونيو 2024، الذي طالب بإنهاء حصار الفاشر ووقف الهجمات على المدنيين.
ودعت الحكومة جميع المؤسسات الدولية بما فيها الأمم المتحدة، ومجلس الأمن والجمعية العامة، ومجلس حقوق الإنسان، إلى التحرك العاجل لمحاسبة مرتكبي هذا الاعتداء الإرهابي وتقديمهم للعدالة، إلى جانب منظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق الإنسان ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأفريقي.
وشدد البيان على أن الإدانة الحقيقية لهذا الاعتداء الإجرامي تكون عبر اتخاذ إجراءات فعالة ضد المليشيا الإرهابية، على غرار ما تم التعامل به مع الجماعات الإرهابية المماثلة وداعميها.
يأتي هذا الهجوم في وقت تشهد فيه ولاية شمال دارفور تصاعداً في أعمال العنف المسلح، مع تهديدات مستمرة للمدنيين الأبرياء والمرافق الحيوية في المنطقة، ما يجعل من التحرك الدولي الفوري أمراً حيوياً لمنع المزيد من الكوارث الإنسانية.









