تعيش محلية الخرطوم هذه الأيام أوضاعًا بالغة الصعوبة جراء أزمة الوقود التي شلّت حركة المواصلات ورفعت تكاليف الترحيل إلى مستويات غير مسبوقة. ويقول مواطنون إن حياتهم اليومية باتت معلقة على المواصلات، فهي وسيلة الوصول إلى العمل، والمستشفيات، والأسواق، وحتى المدارس، لكنهم يجدون أنفسهم في مواجهة معاناة مضاعفة.
“المشوار البي ألفين عملوه أربعة”، هكذا يصف أحد الركاب الواقع الجديد، مشيرًا إلى أن الزيادة في التعرفة لم تأتِ نتيجة تحسين الخدمة أو ظروف تشغيلية، بل بفعل “جشع” بعض أصحاب المركبات الذين استغلوا شُح الوقود لفرض أسعار مضاعفة.
الأهالي يطالبون الحكومة بضرورة التحرك السريع عبر توفير الوقود وضبط تسعيرة المواصلات، مع تشديد الرقابة على المواقف وخطوط النقل، وحث الركاب على الإبلاغ عن أي تجاوزات في نقاط الارتكاز الأمنية.
ولم يخفِ سكان الأطراف والهامش إحساسهم بالتهميش، إذ قال أحدهم: “نحن ناس الهامش.. ما في مسؤول بفتش لينا ولا بيزورنا، لا الوالي ولا غيره، لكن الزيادة في المشاوير بتقع علينا نحن قبل غيرنا”.
في ظل هذا الواقع، يظل المواطن العادي في الخرطوم عالقًا بين ندرة الوقود، وارتفاع تكلفة المواصلات، وتجاهل المسؤولين لمعاناته اليومية، في وقت تتزايد فيه الأعباء المعيشية على كاهله بلا حلول تلوح في الأفق.
