
أفادت مصادر ميدانية وشهادات موثوقة أن انزلاقًا أرضيًا مروعًا وقع في منطقة جبل مرة غربي السودان، مخلّفًا وراءه مئات الضحايا في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة. الانزلاق، الذي نجم عن أمطار غزيرة متواصلة، تسبب في تدمير قرى كاملة، وسط تصاعد نداءات استغاثة من الأهالي والناشطين المحليين.
ووفق معلومات حصل عليها موقع ” الراي السوداني ” فإن الوضع الإنساني في دارفور بات كارثيًا، مع صعوبة الوصول إلى العالقين بسبب استمرار الانهيارات وتردي البنية التحتية. وأظهرت مقاطع مصورة تداولها ناشطون عبر منصات التواصل حجم الدمار الذي طال منازل ومزارع، في مشهد وصفه السكان بأنه “يوم أسود في ذاكرة الجبل”.
في أعقاب الكارثة، أصدر مجلس السيادة الانتقالي بيانًا رسميًا عبّر فيه رئيس وأعضاء المجلس عن “عميق الحزن والأسى”، مقدمين التعازي لأسر الضحايا، ومؤكدين توجيه كل الجهات المختصة بتسخير الإمكانيات لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتضررين، بالتنسيق مع المنظمات العاملة في المجال الإغاثي.
وتشير تقديرات أولية إلى أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع في ظل غياب إحصائيات دقيقة حتى اللحظة، بينما تتواصل عمليات البحث والإنقاذ وسط تضاؤل فرص العثور على ناجين. التحذيرات من تجدد الانزلاقات ما تزال قائمة، خصوصًا مع استمرار هطول الأمطار الغزيرة التي قد تفاقم الوضع.
من جانبهم، دعا ناشطون ومنظمات محلية وإقليمية إلى تدخل فوري من المجتمع الدولي لتفادي ما وصفوه بـ”كارثة ممتدة”، محذرين من تداعيات إنسانية خطيرة إذا استمرت الاستجابة البطيئة.
في هذه الأثناء، ينتظر آلاف المواطنين في مناطق جبل مرة وصول مساعدات طارئة تشمل الغذاء، المأوى، والرعاية الطبية، في وقت تتجه فيه الأنظار نحو تحركات المنظمات الدولية ووكالات الإغاثة الكبرى.