في تطور غير متوقع يعكس مؤشرات على انفتاح تدريجي في الاقتصاد السوداني، أفادت مصادر مطلعة بوصول أول قطار شحن إلى محطة الخرطوم بحري، قادمًا من ميناء بورتسودان، محمّلًا بنحو 850 طنًا من السكر، وذلك بعد انقطاع استمر لأشهر بسبب تداعيات الحرب التي أصابت خطوط النقل الحيوية بالشلل.
ووفق معلومات حصلت عليها منصة “ الراي السوداني ” ، فإن تشغيل هذا الخط الحيوي جاء عقب استكمال عمليات صيانة دقيقة شملت المسار الرابط بين عطبرة والخرطوم الجديدة، بتنفيذ مشترك بين سلاح المهندسين ومحلية بحري ووزارة الصحة، في خطوة وصفتها جهات رسمية بأنها “اللبنة الأولى” لإعادة إحياء منظومة النقل عبر السكك الحديدية في البلاد.
المدير العام لهيئة سكك حديد السودان، موسى القوم، أشار إلى أن الهيئة شرعت في وضع خطة تشغيل شاملة لإعادة ربط المدن الرئيسية، مؤكدًا أن محطات مثل مدني ونيالا ستكون ضمن المرحلة التالية من الرحلات، في محاولة لإعادة تفعيل التجارة الداخلية وتسهيل تدفق السلع الأساسية.
وتُظهر مقاطع مصورة انتشرت على منصات محلية مشاهد لتحرّك القطار وسط استقبال شعبي رمزي في العاصمة، ما يعكس تعافيًا تدريجيًا في سلاسل الإمداد، التي تعرضت لأضرار بالغة منذ اندلاع النزاع.
ويُتوقع، بحسب مختصين في قطاع النقل، أن تشهد الأسابيع المقبلة تصاعدًا في حركة الشحن التجاري، مع الترتيب لنقل مواد أساسية أخرى مثل القمح، الوقود، والدواء، وهو ما قد يُسهم في تخفيف الضغوط الاقتصادية المتزايدة على البلاد.
هذا التطور يعيد الأنظار إلى دور السكك الحديدية السودانية في تحفيز النمو وتوفير بدائل لوجستية منخفضة التكلفة، وسط تحديات أمنية واقتصادية لا تزال ماثلة.
